امتحان النفوس بعد قمة النصوص !

Abstract

امتحان النفوس بعد قمة النصوص! عرفان نظام الدين الحياة - 02/04/07// اذا كانت السياسة في شكل عام تعرّف بأنها «فن الممكن» فإن القمة العربية في الرياض نجحت في الامتحان، وربما تجاوزته من فن الممكن الى فن تحقيق بعض «المستحيل» الناجم عن تفاقم الأوضاع العربية وتزايد الخلافات ونشوب العديد من الأزمات والفتن، وما رافقها من تأزم وقطيعة وجفاء بين العرب خلال السنة الماضية. ولنا في الاتحاد الأوروبي الذي احتفل بمرور 50 عاماً على تأسيسه القدوة والمثال، لعلنا نتعظ ونتعلم ونحكّم العقل والمصالح في حل الخلافات والسمو فوق الحساسيات. ففي قراءة أولية ومتأنية لقرارات القمة والأجواء التي خلفتها يمكن الاطمئنان قليلاً وزرع بذور الأمل في نفوس الشعوب المتعطشة للوحدة والباحثة عن الأمن والأمان. ولولا بعض المنغصات وغياب بعض القادة ومحاولات الشد والجذب وتداعيات الأزمة اللبنانية ومشهد الانقسام المزري المتمثل في وفدين متناحرين لأمكن القول ان النجاح هو الصفة الغالبة لهذه القمة المصيرية لأن الإيجابيات كانت أكبر من السلبيات بكثير ولأن حصاد القرارات والنصوص المرنة والواضحة يبشر بمحصول جيد ولأن المحصلة النهائية ستصب في مصلحة القضايا العربية في شكل عام ومصلحة الشعب الفلسطيني في شكل خاص. ومع هذا لا بد من التريث في إعطاء «الأحكام النهائية»، فالحذر واجب، والتجارب علمتنا بعد 19 قمة عربية أن لا نفرح كثيراً إلا بعد ان نلمس النتائج لمس اليد، وخيبات الأمل من القمم السابقة وقراراتها لا تعد ولا تحصى، فالعبرة في النفوس وليس في النصوص، والمهم ليس إصدار القرارات بالإجماع أو بالأغلبية بل في وضع آلية تنفيذ لها وفق جدول زمني لا تسويف فيه ولا تأخير ولا عرقلة. والآن، بعد ان ارتاحت النفوس وانفض الجمع وتنفس العرب الصعداء وتعددت الآراء والتحليلات حول النصوص ومعانيها وانعكاساتها، ينتظر كل انسان عربي مخلص لأمته إقران القول بالعمل والتحرك لتنفيذ القرارات وتنقية الأجواء العربية وإتمام المصالحات وتحصين الوحدة الوطنية في فلسطين وغيرها والبدء بتحرك فوري لتفعيل القرارات، وأولها مبادرة السلام العربية ووضع العالم كله امام مسؤولياته بعد ان جدد العرب رغبتهم بالسلام ورموا الكرة في الملعب الإسرائيلي. وبانتظار «امتحان النفوس» والتأكد من حسن النيات وتوفر عوامل الرغبة والعزيمة والإرادة والحزم في التنفيذ والجدية في متابعة المسيرة علينا الغوص....