باكستان . . بوابة الإطلالة السعودية شرقا

Abstract

اليوم تبدأ زيارة سمو ولي العهد لباكستان. من الملاحظ أن هناك قاسماً مشتركأً في جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية، في يناير الماضي، وجولة سمو ولي العهد الآسيوية الحالية، هو: أن باكستان محطة الجولتين الأخيرتين. باكستان تمثل، تاريخياً واستراتيجياً، أول إطلالة سعودية على الشرق. علاقات استراتيجية وثيقة تربط المملكة بباكستان، تقتضي ألا تفهم استراتيجية التوجه شرقاً الحالية، على أنها تجاوز لعلاقات استراتيجية تاريخية قائمة مع دولة إسلامية مهمة، في منطقة غرب آسيا، مثل باكستان، خاصة إذا كان هذا التوجه شرقاً، يشمل دولة آسيوية كبرى تُعد خصماً تاريخياً لباكستان، مثل الهند: المحطة التي شملتها جولة الملك عبد الله الآسيوية الأولى. باكستان لديها ما تقدمه، كما كان الوضع في الماضي، ضمن استراتيجية المملكة الجديدة للتوجه شرقاً. باكستان دولة إسلامية كبرى في منطقة جنوب غرب آسيا، تتمتع بوضع اقتصادي واعد، يضاف إلى أهميتها الاستراتيجية التقليدية، في سياسة المملكة الخارجية. باكستان، أيضاً: دولة نووية ضاربة في منطقة غرب آسيا، نجحت مع الهند في اختراق احتكار الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لعضوية النادي النووي الدولي. في مواجهة محاولة إيران الحصول على التكنولوجيا النووية، تزداد أهمية باكستان الاستراتيجية بصورة عامة. باكستان، يمكن أن تلعب دوراً استراتيجياً مزدوجاً، في استقرار المنطقة، في حالة تمكن إيران من تطوير إمكانات نووية، مع وجود دولة نووية مارقة في المنطقة ( إسرائيل ). المملكة، أيضاً: بتوثيق علاقاتها الثنائية مع كلٍ من باكستان والهند، يمكن لها أن تقوم بدور إيجابي في تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان، بسبب إقليم كشمير، بعيداً عن احتمالات المواجهة النووية بينهما، في منطقة غرب آسيا. لاشك أن تخفيف حدة التوتر النووي في منطقة غرب آسيا، يمكن أن يمتد إلى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، لمواجهة أية احتمالات لسباق تسلح نووي مكشوف . مثل هذا الوضع، في النهاية، يمكن أن يقود إلى تحقيق هدف جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، في إطار تسوية سلمية شاملة، يكون من أهم بنودها نزع الترسانة غير التقليدية لدى إسرائيل، مع جهود الحيلولة دون إيران وتطوير رادع استراتيجي نووي خاص بها. باكستان لم تفقد، أبداً أهميتها الاستراتيجية في السياسة الخارجية السعودية، فهي البوابة القديمة، التي تطل منها الدبلوماسية السعودية، حديثاً، على الشرق.