ظاهرة تؤرق المجتمع

Abstract

الغريب أنها تحدث من آباء ضد فلذات أكبادهم وأكثرها بسبب الطلاق ، وتأتي على شكل انتقام من المطلقات في شخص أبنائهن، شيء لا يصدقه العقل إلاّ في حالة واحدة حالة انسلاخ هذه الفئة عن الفطرة وتجردها من الإنسانية وتحولها لمخلوقات غريبة عديمة الشعور والمبادئ ، تغتال طفولة بريئة لا حول لها ولا قوة ذنبها الوحيد أنها غرست في بيئة مشبعة بالحقد والانتقام يمارس بحقها شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي وبكل وحشية ، جرائم هؤلاء تتوالى إعلامياً بشكل ملفت ومخيف ، وهذه كلثوم تلحق بـ «غصون» في حادثة تعذيب جديدة أدت لوفاتها تشهدها مكة المكرمة على يد زوجة أبيها منذ أيام قليلة لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، بالرغم من تطبيق أقسى العقوبات بحقهم كوالد الطفلة غصون الذي نُفذ فيه حكم الإعدام تعزيزا وفي زوجته الثانية لمساعدته ، ووالد الطفلة أريج الذي نُفذ فيه نفس الحكم وسجنت زوجته الثانية خمس سنوات مع الجلد ، ورهف ، وبلقيس ، وشرعة وبيان، و مصرع طفلة ” معاقة ” متأثرة بجروح وكدمات عقب وصولها للمستشفى وغيرهن عُذبن بأيد آبائهن الآثمة أو زوجات آبائهن ، والطفلة التي ماتت على يد والدها الذي وضع رأسها في البلاعة جريمتها أنها تريد رؤية والدتها المطلقة ، وانتحار فتاة في الرابعة عشرة من عمرها بسبب رغبة أهلها بتزويجها من ثمانيني ، والفتاة التي طعنها والدها عدة طعنات بدون ذنب وتوفيت - نشرت الحادثة جريدة المدينة - وفي جريدة المدينة أيضاً وبتاريخ 26/12/ 1429هـ أم تعذب طفلتها ذات الثلاث سنوات بالكي.. وقبل أشهر سمعنا بمأساة الطفلة فاطمة ضحية اللعان ، إلاّ أنني رغم كل هذا متفائلة بأن ظاهرة العنف الأسري في سبيلها للانقراض وذلك بما يُلمس ويُرى من اهتمام الدولة الكبير وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين بتوجهه للمسئولين بعمل كل ما من شأنه القضاء عليها ، وما برنامج الأمان الأسري والمؤتمرات الإقليمية العربية الثلاث وغيرها إلاّ أكبر مؤكد على سرعة التوصل لاستئصالها من قلب المجتمع المريض الذي يفتقر للوعي.. مراكز توعية أسرية، وتنوير مجتمعي، ونظم خاصة بالحماية الاجتماعية للأطفال والنساء المعنفين - برامج كثيرة ومتنوعة - كلها تهدف للقضاء على العنف الأسري وحماية الطفولة.. أتمنى لها النجاح وأتمنى على المختصين السرعة في تنفيذها وعلى المسئولين دقة المتابعة مع الشكر ، وقريباً وبقدرة الله ثم بوعد سمو الأميرة عادلة نائبة رئيس برنامج الأمان الأسري ستحل قضية فتاة اللعان كأول قضية بعد انعقاد مؤتمر حماية الطفولة بناء على ما نشر ، وغيرها من القضايا لا شك ستحظى بنفس النتائج بإذنه تعالى مادامت هناك اهتمامات مسئولة وضمائر حية . aneesa_makk@ihotmal.com