من حق خادم الحرمين علينا أن نقول

Abstract

كنت تحدثت عن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عندما كان وليا للعهد وقلت بان الإعلام لم ينصفه. ولقد أثبت خادم الحرمين أنه قائد متميز وفاجأ الجميع داخلياً وخارجياً بقرارات يصعب على دولة - اشتهرت بأنها من معاقل المحافظة- أن تخرج بمثلها. فرأينا الانفتاح على المستوى الداخلي دينيا واجتماعيا ،وانفتاحاً على المحيط العربي تجاوز الضغائن الشخصية إلى المصلحة العامة. ورأينا الانفتاح على المستوى العالمي عن طريق حوار الحضارات والتعاون الاقتصادي. وكان لذلك ثمار كثيرة من توسع في تطوير البنية التحتية، إلى تطوير في التعليم الأساسي والتعليم الجامعي. وهذا ماجعل الإعلام ينبهر فتكون الكتابات في أغلبها تصب في خانة الإعجاب والانبهار. ولا شك أن مثل تلك الكتابات برغم جودتها إلا أن لها مخاطرها، إذ قد تحجب عن المسؤول أمور لم تتأثر بما حدث. ومن هنا تأتي أهمية القنوات الرقابية وعمليات التقييم المستمرة. أضرب على ذلك مثالا بسيطا فقد تبنت وزارة التربية والتعليم برنامج تطوير الذي أثبت نجاحه لدرجة أن أحد المختصين من خارج المؤسسة قال: عندما تدلف إلى إحدى ثانويات تطوير لاتصدق أنك في السعودية على مستوى الطلبة والمعلمين. وقد كان هناك نية للتوسع في تطبيق برنامج تطوير، ولكن الحماس قل وقلصت الأعداد. بل إن كثيراً من المدارس المعلن عن النية في بنائها لاتزال على المخططات القديمة. ومثال آخر تناولته يوم الاثنين الفائت يتمثل في ضعف محفزات الكوادر الفنية في وزارة الصحة مما يعني نضوباً على مستوى التأهيل يدفع المواطن صحته وأحيانا حياته ثمنا له. لابد أن يكون من أولويات وزارة المالية تعديل رواتب الفنيين في المستشفيات لكي تستطيع الوزارة جلب الكوادر المؤهلة. ولازلنا في انتظار تفعيل استراتيجية خادم الحرمين لحماية النزاهة وحرب الفساد، كيف لا وهو القائل: من حقكم عليّ أن أضرب بالعدل هامة الجور والظلم. كما أن بنك التسليف العقاري يحتاج لمراجعة وزيادة القروض بما يتماشى مع معدل التضخم. والأمثلة كثيرة. إن مكاسبنا كبيرة ويمكن أن تكون أكبر إذا ضمنا حدّاً أدنى من النزاهة وعدالة التنمية.