“وادي العقيق” بالمدينة يشكو الإهمال ويحتاج لإعادة تأهيل

Abstract

“وادي العقيق” بالمدينة يشكو الإهمال ويحتاج لإعادة تأهيلعبدالوهاب الفيصل - المدينة المنورةتصوير:سامي الغمريدعا أستاذ الحضارة والتاريخ الإسلامي بجامعة طيبة الدكتور سليمان الرحيلي إلى أهمية المحافظة على وادي العقيق، وتطويره بما يتناسب ويتلاءم مع آثاره وحضارته وإزالة ما يشوّه هذا التاريخ الكبير، دون تشويهها أو طمسها، فضلا عن إزالة شىء منها مهما كانت المبررات، وكذلك إعادة تأهيله وتجميله بالماء والخضرة والمنتزهات الطبيعية، وشق قناة مائية ذات أرضية ملونة على إمتداده بما يشبه نهرا صناعيا لاسيما، وأن الوادي غني بالماء، كما يمكن جلب بعض المياه الجوفية بالمنطقة المركزية وإجراءها فيه ليصبح هذا الوادي غوطة المدينة المنورة، كما كان من قبل أحد عجائب ومعالم المدينة الحضارية. وتمنى الرحيلي أن يتم هذا فى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين، وفي فترة إمارة أميرها صاحب السمو الملكي عبدالعزيز بن ماجد، فللعظماء بصمة حضارية وإنجاز عظيم وهذا عمل حضاري عظيم سوف يخلد صانعه.نهر عبر الأزمنةواستطرد الرحيلي قائلاً كان وادي العقيق بمثابة نهر فى الأزمنة القديمة جدا ثم تحول إلى مجرى ضخم للسيول في أوقات الأمطار بطول يزيد على 200 كلم، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الوادي، بأنه واد مبارك وحصب مسجده من بطحائه، وكان في الجزء القريب منه من المدينة واحة وروضة ترفل بالقصور والدور والزرع والمياه والخضرة والطير وتغنى الشعراء بوصفه على مدار العصور.قرى وواحات وبين د. سليمان قامت على جانبي هذا الوادي العديد من القرى والواحات العامرة في عصور مختلفة، ولا سيما في المنطقة الممتدة منه ما بين قرية آبار الماشي على مسافة 26 كلم جنوب المدينة، مرورا بروضة خاخ وحتى منطقة الخليل في شمال المدينة بمسافة 15 كلم، وتتركز المنطقة التاريخية والأثرية في هذا الوقت، والتي أدركناها وما زالت بخير في منطقة عروة، إلا أن هناك مواقع أثرية أخرى مهمة تتوزع في أجزاء هذا الوادي في روضة خاخ جنوبا وفى سلطانة جنوبا، فضلا عن مواقع أخرى فى إمتداداته جنوب المدينة أو شمالها وبعضها لم يكتشف حتى الآن.وأهم قصور الوادي هي عروة بن الزبير، وقصر سعيد بن العاص، وقصر عاصم وسدة، وقصر عنبسة، وعدة قصور للعلويين والأمويين والعباسيين وعدة أناس من علية القوم ومشاهير الجود والكرم تتوزع بين جنبات وادي العقيق من أسلفه في منطقة الجرف وسلطانة حتى أعاليه عند روضة خاخ والخلائق في منطقة آبار الماشي.مواقع أثرية ويمكن أن أقول ( الحديث للرحيلي) بإطمئنان هنا ودون مبالغة : إن كل واحد من هذه المواقع الأثرية يصلح أن يكون حقل دراسة منفردة تقوم على تحديد الموقع وعصره ونشاطه وقراءة نقوشه وتحليلها وتفسيرها وعلاقته بمحيطه واكتشاف مقتنياته وبعض ملتقطاته وغيرها وتطوره وإزدهاره وإندثاره.رسالة علميةويضيف: يمكن أن يكون أيضا موضوعا لرسالة علمية عن كل موقع على أن يتوافر لهذا أو ذاك التخصص العلمي الدقيق في هذا المجال والإمكانات الكافية ووسائل التقنية الحديثة واختيار الفريق المساعد المؤهل والوقت الملائم من السنة، ومن هنا يمكنني أن أضيف إلى أسماء هذا الوادي الوارد في المصادر اسما جديدا وهو “وادي القصور” إلى جانب اسميه القديمين المشهورين وهما “وادي العقيق والوادي المبارك”، فهو جدير بكل هذا الأسماء تاريخا وحضارة بكل المعاني.