تاجر البندقية .. وجزره !!
التاريخ
2006-11-24التاريخ الهجرى
14271103المؤلف
الخلاصة
تاجر «البندقية».. وجزره !! هيفاء ماجد المشاري اهتممت بمساهمة جزر البندقية العقارية، من خلال أرملة بحثت عني لتوصيل معاناتها، وكانت المسكينة تظن أن مجرد طرح الموضوع في الزاوية سيعجّل بالفرج لأموالها، ووالله لقد أبكتني حرقتها، وتألمها على (تحويشة) العمر وشقى الأيام، والمصاغ اليسير الذي باعته للمشاركة في جزر البندقية، التي أصبحت جزَرَة الكل يريد أن يقضم منها (حتة).. الأرانب والأسود!! وذكرت لي حال منزلها المهترىء، وحاجته للترميم، لوقف التشققات، ويمنع تسرب الأمطار، وكان ينقصها المبلغ الكافي، فقررت الدخول في مشروع مضمون الربح ، سريع المردود، فأتاها ما لم تكن تحتسب، و(بجرة قلم) ذهبت أموالها وأحلامها أدراج الرياح، وسألتني بحرقة: متى يردون مالي لا أريد ربحاً، أريد رأس المال فقط.. لأنني لا أملك سواه، ومنزلي يحتاج إلى ترميم سريع، وأخشى أن تدركه رقة على حال أيتامي، فسيجد علينا ويريحنا من عناء الحياة ..يالله.. ثم أسهبت في الدعاء من القلب على من كان السبب، وعلقت أسئلة في الهواء بحجم عمارتي برج التجارة العالمي.. نحن ويش ذنبنا بعدين شركة رسمية تنشأ وتأخذ تراخيص وتعلن، ثم فجأة تجمد للتحقق من أوضاعها ثم لماذا نروح حنا (الغلابا) في الرجلين ..ناقصين وليش تتأخر هذه الإجراءات، لقد طال الأمر وزاد لماذا لا ينظرون لحالي وحال من هم مثلي ويا كثرهم طبعاً تركتها تفضفض لأن (في فمي ماء) أولاً.. وليس بيدي شيء سوى نقل معاناتها لمن يعنيهم الأمر.. أنا أدرك أن قيادة هذا البلد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، تسعى لخير مواطنه، ولا ترضى أن يضام أحد تحت سلطانها مهما كان.. ومن أي كان، فكيف إذا كان هذا المظلوم من أبنائها الذين طحنتهم طاحونة الحياة وغلاء المعيشة بفكيها أو من الذين لا حول لهم ولا قوة سوى رفع أكف الدعاء في الأسحار يرسلون الدعوات الحرى مشيعة بالدمع السخين إلى من وعد بقوله (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).. فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ولي مع موضوع إيقاف المساهمات المختلفة وقفات: - فيما يخص مساهمي جزر البندقية، لصالح الدريبي، التي انتهت اللجنة المشكلة من سبع جهات، إلى قرارات حيالها تتمثل في رفع الإقامة الجبرية عن مالكها، وفك تجميد الأصول والأموال التابعة لها في البنوك واستكمال المشروع ومنح مهلة عامين لإعادة أموال المساهمين، ودفع تعويضات للمجموعة، وكنت أتمنى أن يصدر قرار بمحاسبة الجهات التي صنعت من هذه (الحبة قبة) وعطلت هذا المشروع الكبير والرائد الذي يضم ستة عشر ألف مساهم، ويستفيد منه ما يقرب من مائة ألف مواطن، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي يترتب عليها إلزام الدولة بتعويضات طائلة بسبب أنانيات ومطامع شخصية (ووصخ دنيا)!! - لماذا لا يتم التأكد من أوضاع الشركات والمساهمات، وتمحيصها قبل طرحها للعموم، وفي حالة السماح يجب أن يتحمل من منح الأذن بذلك، لا أن يعاقب المساهمون اللي على (باب الله)... ولماذا لا تلزم هذه المساهمات بمحاسبين قانونيين لمتابعة أدائها، وتدقيق أوضاعها أولاً بأول قبل استفحال أي خطأ إن وجد - لماذا لا يتم التعامل بشفافية مع هذه الموضوعات، ويترك الناس في (حيص بيص) يضربون أخماساً في أسداس دون معلومات، هل ننتظر أن تغلي الصدور ويصبح لدينا تحرك (باستيلي) - لماذا لا يتم إيجاد قضاء متخصص وموحد، يعنى بهذه الأمور فيما يتعلق بالمساهمات تكون له الإمكانيات والأشخاص المؤهلون، وله القدرة على الحسم السريع، ويكون له الحق في متابعة تنفيذ الأحكام الصادرة - هل سنستمر في إثارة مثل هذه القضايا كل فترة لماذا لا يوجد تنظيم قانوني، يحدد الشروط والضوابط والآليات وجهات الاختصاص القانونية للمتابعة والقضائية للتنازع، وغيرها من الأمور، لماذا يُترك أمر البدء والتجميد (ربما بكيد) «سبهللة» ..! - جميل أن نجد الناس تتوجه إلى أعلى رأس الدولة طالبة مناصرته وإنصافه، وهو يعطي مؤشراً على وجود مرجعية تنصف من الظلمة، ولكن ألا يعني ذلك أن ثمة ثغرات يجب أن تسد وأشخاص لا يقومون بأعمالهم كما يجب، أو يعطلون مصالح البلد حسب أمزجتهم ومصالحهم مما يجعل الناس تشغل الحاكم الذي وقته أثمن من ذلك كله. hifa23@yahoo.com
الرابط
تاجر البندقية .. وجزره !!المصدر-الناشر
صحيفة اليومرقم التسجيلة
449283النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12215الموضوعات
الاستثمارالاستثمارات
تكاليف ومستوى المعيشة
المؤلف
هيفاء ماجد المشاريتاريخ النشر
20061124الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية