غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع!!
Date
2009-03-14xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300317Author
Abstract
غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع!!عبد الرحمن محمد الفرّاجالسبت, 14 مارس 2009عبد الرحمن محمد الفرّاجهذا المثل الذي يتم تداوله دائما على ألسنة الناس هو مثل -واضح جداً- ويدرك من خلال نصه دون تفسير يذكر ، كما لا يستدعي الشرح الطويل، إذ انه يوحي بأن الشيء موجود أياً كان وبوفرة وأعداد كبيرة حتى تضيق الأمكنة منه وليس هناك شح واضح في العدد والكم لكن التوزيع والأنصبة تدخل فيها الأهواء والمحسوبيات والرأي الأوحد، مما يجعل البعض يأخذ حاجته وما زاد عنها فيؤدي ذلك إلى التخمة التي قد تقتل أحياناً، في الوقت الذي تجد البعض الآخر لم يصله شيء إطلاقا ويتمنى رؤية هذا الخير دون الاستفادة منه، علماً بأنه حق من حقوقه.إن مناسبة هذا الكلام هو ما يلحظه الجميع من وفرة للوظائف على اختلاف أنواعها وزاد ذلك توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) بتوفير أكبر قدر منها كعادته، بل ومتابعة شغلها لتصل إلى مستحقيها، وهذه تحمد لملك الإنسانية (حفظه اللـه). لكن بعض الأجهزة التنفيذية لا تلتزم بذلك، بل ويكون توزيعها غير عادل إطلاقا، مما يجعل بعض المواطنين يشغل أكثر من وظيفة في آن واحد وكأن ما في هذا البلد إلا هذا الولد، في الوقت الذي يحلم الآخر فيما يسد رمقه.وكمثال على ذلك يحضرني ثلاث فئات من الوظائف، ويأتي على رأسها الموظف الذي يتقاعد بقوة النظام، أي بعد بلوغه السن النظامية، بعد أن خدم سنوات تعادل ثلثي عمره عند التقاعد، فتجده بدلاً من أن يرتب لنفسه حياة جديدة بعد التقاعد ليستمتع بما تبقى من عمره كما نقرأ ونسمع عن الغربيين الذي يخططون لهذا اليوم قبل خمس سنوات على الأقل، تجد الواحد منا يلهث خلف كل من له به صلة ممن يعنيهم الأمر لكي يتم التعاقد معه بعد التقاعد على نفس وظيفته وبمرتب آخر يعادل المربوط الأول من الوظيفة التي تقاعد عنها، فيتسلم راتبين في آن واحد، وكأنه عالم ذرة أو متخصص في أدق العلوم الهندسية النادرة، وهو لا يتجاوز عمله أحياناً الأعمال الكتابية أو التعليمية، وهنا فإنني مع من يستدعي الأمر بقاءه لما يملك من خبرة في تخصص نادر، لكن أن يعيش براتبين وهو لا يعدو أن يكون ذا وظيفة عادية جداً يقوم بها غيره، في الوقت الذي يعاني الآخرون ممن امتلأت بهم البيوت ويحملون الشهادات في شتى التخصصات من تحقيق حلم الوظيفة وتكوين النفس والأسرة، فهذا غير مقبول إطلاقاً. أما الحالة الثانية فهي توفر وظائف جيدة وذات مرتبات عالية جداً تحت مسمى (مراقب مساجد) وهذه الوظيفة لا تحتاج مسابقات ولا تدخل وزارة الخدمة المدنية، بل يتم الترشيح عليها من قبل فروع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بكل منطقة، مما يجعلها فرصة ليستأثر بها من يستطيع الوصول فيشغلها مع وظيفته التي تكون إما تعليمية أو صحية أو عسكرية أو حتى إدارية وعملها لا يتجاوز المرور على عدة مساجد والصلاة فيها ومتابعة أداء الإمام والمؤذن والمستخدم، وهذا ما يجعلني أتساءل وأقول: لماذا لا تكون من نصيب خريجي الجامعات أو حتى حملة الدراسات العليا ممن تمتلئ البيوت بهم بدلاً من أن تعطى من له مصدر رزق سواها أو مصادر رزق!!. أما الحالة الثالثة فهي ما يسمى وظيفة (الإمام الاحتياطي) وهذه أيضاً يتم التعيين عليها أيضاً دون الحاجة إلى إشراف وزارة الخدمة المدنية، وفي الغالب من يشغلها يكون من خريجي الكليات الشرعية ليقوم بخطب الجمعة والصلاة عند غياب أي إمام جمعه، وهي متوفرة بكثرة ويشغلها حسب علمي المؤكد عدد من القضاة أو أساتذة الجامعات أو المعلمين ممن يحملون تأهيلاً شرعياً مع وظائفهم الأصلية في الوقت الذي يعاني عدد من خريجي الكليات الشرعية من عدم وجود فرص بل إن بعضهم حسب ما وردني له أكثر من خمس سنوات وهو حبيس منزله أو يتسول عملاً في القطاع الخاص، وهذا هو شعار سؤالي الطويل العريض، فلماذا لا يشغلها هذا الخريج المتخصص الذي لم يجد عملاً.وفي الختام حدثني من أثق به فقال إن الأئمة الاحتياطيين تبدأ مكافأتهم من ألفي ريال إلى أربعة آلاف ريال حسب فئة المسجد، وكان قد صدر قرار قبل سنوات بأن تكون الخطبة بمبلغ معين فمن أدى الصلاة والخطبة طوال الشهر استلم المكافأة كاملة، وتنقص بنقص عدد الخطب، فكان الأئمة الاحتياطيون يتسابقون على الخطب حتى لو كانت في هجر أو قرى، ولما الغي هذا النظام وصار يتسلم المكافأة كاملة حتى ولو لم يكلف بعمل توقف هذا السباق والركض، وأصبح بعضهم لا يرد على الاتصالات!!أسعد الله أوقاتكم.
Publisher
صحيفة المدينةVideo Number
449646Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16761Organization
وزاة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد - السعوديةوزارة الخدمة المدنية - السعودية
The name of the photographer
عبدالرحمن بن محمد الفراجDate Of Publication
20090314Spatial
السعوديةالرياض - السعودية