خادم الحرمين يزور قصر بلدية مدريد ويتسلم مفتاحها الذهبي المليك : المدن الذكية تتعلم من دروس التاريخ وتجاربه العمدة : مدريد التي أسسها العرب تجسد نسباً عريقاً يمتد لأكثر من ألف عام

Abstract

قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس بزيارة قصر بلدية مدريد، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مقر البلدية بصحبة الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا عمدة مدريد ألبرت رويث غياردون. واستعرض خادم الحرمين الشريفين والملك خوان كارلوس مجموعة من الخيالة ورجال الأمن الذين اصطفوا للترحيب بالملك المفدى، إثر ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك خوان كارلوس إلى داخل قصر البلدية حيث صافح خادم الحرمين الشريفين أعضاء المجلس البلدي لمدينة مدريد فيما صافح عمدة مدريد أعضاء الوفد الرسمي المرافق للملك المفدى. وألقى عمدة مدريد كلمة رحب فيها باسم أعضاء المجلس البلدي لمدينة مدريد بخادم الحرمين الشريفين، وقال: إن مجلس بلدية مدريد يشرفه أن يعقد جلسته العامة هذا اليوم ليرحب ترحيبا حارا بخادم الحرمين الشريفين وإذ يقدم المجلس البلدي هذا الترحيب فإن عاصمة مملكة إسبانيا هي التي تستقبلكم باسم دولة كانت لها الحظوة النادرة بأن ترى ضيافتها المألوفة تقابل بزيارات أصحاب الجلالة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد منذ أن دشن والدكم الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة هذا التقليد العتيد قبل نصف قرن من الآن تماما. وواصل عمدة مدريد كلمته قائلا: إن هذا المسلك غير المنقطع الذي نفسره كإيماءة واضحة على الصداقة لهو بلا ريب شهادة على وشائج الود والمحبة القديمة التي تربط بين الشعبين السعودي والإسباني ومملكتيهما وبين الأسرتين المالكتين في دولتينا. وأوضح أن مدريد بوصفها مدينة أسسها العرب وبالاسم العربي ذاته تعلم أن لهذه الوشائج نسبا عريقا يمتد إلى أكثر من ألف عام ترجع جذوره إلى الحضارة الإسبانية الإسلامية التي كانت ينبوعا للحياة نهلت منه الحضارتان العربية والإسبانية على السواء. وقال: إنه بموجب المنظور التاريخي من حقنا ونحن نواجه تحديات مجتمع عالمي يزداد تعقيدا وبعثا على القلق باطراد أن نضع ثقتنا في فائدة التعايش بين الشعوب والثقافات وفي فضيلة التنوع المثرية انطلاقا من احترام قيم كونية معينة والمدينة التي تستقبلكم اليوم تدافع بصراحة وبحماسة عن هذه القناعات وتفتخر بفتح أبوابها بوجه أناس قدموا من شتى أنحاء العالم واختارت نسبة متزايدة منهم في السنوات الأخيرة العمل والعيش في مدريد. وتطرق إلى الإرهاب فقال: إن مدريد التي قاست مثلها مثل الرياض من عدوان العنف الإرهابي المؤلم تعرف تمام المعرفة إصرار مجتمعينا على مقارعته وطنيا ودوليا وهي ملتزمة للغاية بهذه المهمة. وأضاف قائلا: نحن نعرف عمق حبكم يا خادم الحرمين الشريفين للصحراء ونعرف كذلك إنسجامكم مع الصحراء التي ليست هي مساحة جغرافية فحسب بل فضاء روحيا يتعلم المرء في كنف صمته الرحب الإصغاء بفؤاده وحيث تتميز بوضوح تحت وهج نوره الساطع ملامح الصداقة الحقة قبل أي شيء آخر. واختتم قائلا: اليوم ولأول مرة منذ تشكيل المجلس البلدي المدريدي الجديد يوم السبت الماضي بالتحديد يجتمع الرجال والنساء الذين أناط مواطنو مدريد بهم واجب الدفاع عن مصالحهم وبالنسبة لهم جميعا، وبالنسبة أنا بوصفي عمدة مدريد تشكل هذه الجلسة مناسبة كريمة جدا لتسليم جلالتكم مفتاح مدريد الذهبي فتفضلوا بقبوله يا خادم الحرمين الشريفين مع أطيب تمنياتنا لكم ولشعبكم. وهنا ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة رحب فيها بالجميع في مدينة مدريد الجميلة وفي ضيافتها، وقال: لقد كانت مدريد كما تثبت الحفريات منطقة مأهولة في عصور ما قبل التاريخ ثم عرفها التاريخ في الحقبة الإسلامية بالقلعة التي أحاطت بها والتي لا تزال آثارها موجودة حتى الآن. وأضاف قائلا: لقد قدر الله فقامت دول وسقطت دول، وتعاقبت دورات الحرب والسلام، وفترات الشدة والرخاء، ومدريد صامدة في وجه الأحداث تنمو وتكبر حتى تحولت من قرية يقدر عدد سكانها بالآلاف إلى هذه المدينة الكبيرة التي نراها أمامنا اليوم. وتابع خادم الحرمين الشريفين قائلا: إن المدن الذكية، كالأشخاص الأذكياء تتعلم من دروس التاريخ وتجاربه وقد تعلمت مدريد من تجربة الحرب كيف تعشق السلام ومن تجربة الكراهية كيف تعتنق المحبة ومن تجربة الشدة كيف تعمل الرخاء ونحن اليوم نرى النتيجة ماثلة أمام أعيننا حاضرة مزدهرة تزهو بصناعتها المتقدمة وتجارتها النشطة وعلومها وآدابها ومتاحفها التي تضم كنوز الفن ووثائق التاريخ وفوق كل ذلك تزهو بقيم السلام والتسامح والصداقة مع الجميع. واعتبر الملك عبد الله أن التكريم الذي لقيه من أهل مدريد الرائعة هو تكريم لكل سعودي وهو تكريم يعتز به ويقدره، وقال: سوف تظل مدريد في ذاكرتي أتمنى لها الازدهار والنجاح ولمواطنيها الرفاهية.