المثالية فى العلاقة بين الحاكم والرعية

Abstract

إن ما مر ببلادنا أثناء انتقال الحكم وإدارة البلاد السلس من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - قدس الله روحه - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله بتأييده - ضرب أروع مثال للمثالية التي تعجز أن تصل إليها دول العالم الأول التي تدعى المثالية والديموقراطية، كيف لا نكون بهذا المستوى ونحن من اتخذنا من الإسلام دستورا ومن القرآن منهجا، فهذا دينكم يا أمة الإسلام والسلام يا أمة الخيرية.إن انتقال السلطة في جميع دول العالم ودون استثناء يجيش له الجيوش تحسباً للفوضى وانفلات الأمن الذي يتوقع في مثل هذه الحالات الطارئة، بل يصل أحيانا إلى فرض منع التجول مع وجود مظاهر التسلح والمدرعات التي تجوب الشوارع وما يتبع ذلك من اعتداء على المحال التجارية وعلى مرافق الخدمات..( هذه ديمقراطيتهم).إن مثاليتنا تجلت في هذا الحدث والمصاب العظيم الذي يمكن أن نصوره بالأسرة المترابطة التي انضوت تحت أجنحة رب الأسرة، عندما ألم بها هذا المصاب الجلل تبحث عمن يلملم جراحها في مصابها طائعة مختارة (إنه المنهج والنهج الصحيح).إننا داخل المملكة لم نشعر - وبفضل الله - أي تغيير أو اضطراب أمني فليس هناك متاريس أو تكثيف أمني غير المعتاد، وربما لا يشعر بهذا الحدث إلا من قدم لتقديم البيعة ليجد آلاف المواطنين الذين توافدوا على إمارات المناطق لتقديم العزاء والولاء، أما عدا ذلك فإنك لا تشعر به إلا من خلال وسائل الإعلام التي نقلت هذا الحدث الذي مر بسهولة وبساطة دون أدنى تكلف.وأشاد بهذا الولاء العظيم الأعداء قبل الأصدقاء لأنه واقع حقيقي لا يمكن طمسه أو تجاهله.وقد كان مفاجأة لكثير ممن هم لا يعرفون هذه البلاد وقادتها وأبناءها البررة، كما تفاجأ بذلك الناعقون الحاقدون الذين ينتظرون أن تتاح لهم مثل هذه الفرصة، ولكن الله قد خيب آمالهم فأصبحوا صاغرين.إن ما حدث لم يكن بفعل وسائل إعلام موالية للحكومة ولم تكن مرتبة مسبقا كما يحدث ببعض الدول، وانما هو حدث بعفوية تامة ومشاعر صادقة وألسن تلهج بالترحم على فقيد الأمة والدعاء بالتوفيق والسداد لقائدها الذي حمل الأمانة من بعد أخيه، فكانت نتيجتها الأمن والأمان والمحافظة على مقدرات البلاد ورسالة واضحة وبلسان رجل واحد لأولئك الحاقدين قائلين لهم:( موتوا بغيظكم)..