الملك في تركيا ،، إعادة هندسة الاقتصاد السعودي .. مع تركيا وبولندا !

Abstract

يحقق ملف الشراكة الاقتصادية السعودية إضافة جيدة بالزيارة التي يقوم بها حاليا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تركيا وبولندا. والحديث عن إعادة هندسة وبناء الاقتصاد السعودي الحديث بدأ قبل أكثر من عشر سنوات منذ أن ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله اللجنة العليا للاقتصاد. ولا شك أن العلاقات السياسية والدينية التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا علاقات عميقة تعود إلى العام 1929م حينما وقع البلدان اتفاقية الصداقة والتعاون، ولكن للأسف ظلت العلاقات الاقتصادية في حدود التبادل التجاري المحدود. ورغم أن الملك فيصل يرحمه الله حاول تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.. إلا أن التعاون الاقتصادي ظل يعاني من غياب الصيغ والآليات التي تترجمه إلى شراكة اقتصادية تعود بالفائدة على البلدين. ولكن في عام 1974م وفي خطوة إيجابية على طريق بناء علاقات اقتصادية حقيقية وقعت الدولتان على اتفاقية للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني وشكلت على أثر هذه الاتفاقية اللجنة السعودية ـ التركية المشتركة، بالإضافة إلى ذلك تم الاتفاق بين البلدين على إنشاء مجلس لرجال الأعمال، ولكن للأسف ظلت العلاقات الاقتصادية بين البلدين عند حدود التبادل التجاري البسيط أو في حدود الاستعانة بالعمالة التركية من قبل شركات البناء والخدمات دون أن تقفز إلى إنشاء المناطق الحرة والشراكة الاقتصادية بمفهومها الواسع على غرار ما تمت هندسته مع الصين والهند وماليزيا وباكستان. وإذا كانت العلاقات الاقتصادية بين المملكة وتركيا تقوم في الماضي على إعانات وقروض تقدمها المملكة لبناء الاقتصاد التركي، فإن الإعانات والقروض التي تجاوزت ثلاثة مليارات دولار أثمرت عن نمو حقيقي في الاقتصاد التركي، وأصبحت السلع التركية اليوم تنافس السلع الصينية والسلع الهندية في الأسواق العالمية. ولذلك نتوقع أن تتمخض الزيارة الحالية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله إلى تركيا عن التوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة التي تنقل العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وتركيا إلى مستويات عالية من الفوائد المشتركة في كل المجالات، ويبدو أن تركيا استطاعت في السنوات القليلة الماضية أن تحقق تقدما ملحوظا على صعيد بناء اقتصادها الوطني، فقد بلغ معدل نمو الاقتصاد التركي 8 في المائة في عام 2004م، وهو من....