الرؤية المستقبلية لقرارات خادم الحرمين الاقتصادية ومردودها الإيجابي

Abstract

المستقبل هو شاغل الإنسان منذ أن بدأ يفكر، سواء وضع فكره على ورقة وأصبحت فكرة مقروءة أو ظلت مجرد فكرة في عقله ينشغل بها ذاتياً أو في حواراته مع الآخرين.. وتقديم أي رؤية مستقبلية، أو التفكير بأي مشروع للنهوض، لابد أن يحاول استيعاب الماضي وتجربته الحضارية ومواريثه الثقافية، وفهم الحاضر بكل مكوناته، وتحديد مواطن الخلل في ضوء معايير القيم المعصومة، والتحول من الاكتفاء بمعالجة الآثار وترميمها إلى معالجة الأسباب التي أنتجت وتنتج تلك المشكلات، واستشراف المستقبل بالتعرف إلى مسارات الحاضر وفقه العواقب والتبصر بالمآلات، في ضوء مقدماتها، وفقه سنن المدافعة، أو سنن الله في الأنفس. والرؤية المستقبلية للتنمية الاقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تأخذ في اعتبارها خصوصية مجتمعنا المسلم وخصوصية الأنظمة والتشريعات والعادات والتقاليد في المملكة، وضرورة الحفاظ على المبادئ والأسس التي نلتزم بها. وقرارات الملك الاقتصادية جعلت مملكتنا تعيش حالياً أفضل فترات النمو الاقتصادي من خلال الاصلاحات الإيجابية في كل ما يتعلق بالاقتصاد الوطني والتي تنفذها الحكومة، بالإضافة إلى الأداء الجيد للكثير من الشركات في قطاعاتها المختلفة واستمرار هذا النمو إلى جانب ارتفاع أسعار البترول التي ساعدت على زيادة النمو الاقتصادي، وأخيراً انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية يوم الجمعة 9 شوال 1426هـ 11 نوفمبر 2005م لتصبح العضو رقم 149 في المنظمة، وهو ما جعل الاقتصاد السعودي من أفضل اقتصادات العالم لما يضم من مؤشرات إيجابية على المدى الطويل. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي افتتح بها أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى على صدق العزم والاصرار في المضي قدماً في خطة التنمية الشاملة التي تستهدف توفير الحياة الطيبة للمواطنين جميعاً والمكانة الرفيعة للوطن. ولعل الشفافية التي حققتها المملكة في أنظمتها، والتزامها بالاستمرار في ذلك النهج، تعطي اشارة أخرى الى دخول الاقتصاد السعودي مرحلة نضج تواكب ما تتميز به الاقتصادات المتطورة والمنافسة عالميا، ولذلك فإن انضمام المملكة يعتبر تصويتا قويا لمكانتها في الاقتصاد العالمي. ولقد أجمع المحللون على أن رجل الاقتصاد السعودي الملك عبدالله ساعد من خلال قراراته الوطنية الحكيمة والواعية في حماية المستثمرين سواء أكانوا كباراً أم....