من ثول .. مع التحية
التاريخ
2009-09-29التاريخ الهجرى
14301010المؤلف
الخلاصة
من ثول .. مع التحيةصالح الشهوان لقد أحدث افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) دوياً في الوسط التعليمي والعلمي الوطني، كما أثار دهشة المجتمع السعودي حجم الحفاوة والإشادة التي صاحبت الافتتاح في وسائل الإعلام المختلفة، مثلما استقطبت اهتمام الدوائر العلمية في العالم ووسائل الإعلام الدولي. أما وقد أصبحت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية صرحاً ومعلماً على أرض الواقع أخذت الحياة النشطة فيها تملأ أروقتها ومراكز أبحاثها، وباتت خططها وأهدافها تشق طريقها للتحقق الفعلي بذات الدافع وذات الطموح المستمد من زخم الدعم المعنوي والمادي من قبل صاحب الفكرة ووالدها والحالم بها والمُصرّ على وجودها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لذا فالموقف اليوم أصبح، إزاء ما حدث وصار، يستدعي العمل على الانطلاق من فورة هذا الطموح والحلم المتجسد في (ثول) ليس فقط لانتظار الثمار العلمية والتقنية لهذه الجامعة الوطنية العالمية النوعية لنبرهن من خلاله على قدرتنا على الانخراط الفعلي في عالم الابتكار والاختراع والتقدم العلمي والتقني في تجلياته العليا، وإنما أيضا لكي تسري عدوى روح (ثول) في سائر جامعاتنا الراهنة وفيما يستجد من صروح جامعية أخرى، فالرؤية التي قدمت جامعة الملك عبد الله ينبغي أن تكون سارية المفعول (باتقاد حماسها ومنهجها الأكاديمي الصرف) في كل حرم جامعي سعودي، وأن يغادر التثاؤب أفواه مسؤولي الجامعات السعودية وأفواه أعضاء هيئات التدريس فيها وأفواه الطلاب بكل تأكيد!! جامعة الملك عبد الله ستكون في تحدٍ أمام نفسها بنفسها وهي بعد في أول انبلاجة فجر عمرها، غير أن ما هو مطلوب هو أن يكون هذا الحدث الرائع جذوة متأججة في جسد تعليمنا العالي الذي تخثر الدم في كثير من شرايينه وأدرك الكساح قدراً من هيكله، وبات وكأنه بلغ سن اليأس وهو بعد لم يتجاوز نصف قرن في أقدم جامعاته إلا قليلاً.. مع تقديري للجهود الجبارة التي يبذلها كل من مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان ومدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة طيب. وإذا كان حلم الكبير كبيراً، حيث عاش حلم إنشاء هذه الجامعة في خلجات خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ربع قرن، كان يطعمه نبض قلبه ويسكنه جوانح صدره.. إذا كان هذا الحلم قد وجد تفسيره جسداً حياً نابضاً يبرق في الآفاق في حضن (ثول) وبين مناكب الوطن وشهد دهاقنة علم وفكر العالم ولادته، وشهد معهم قادة ومسؤولون وأعيان وملايين العيون المحدقة بشاشات التلفزة.. فلم لا ندير أحداق الكون مرات ومرات أخرى بجامعاتنا الراهنة واللاحقة صاعدين بها إلى سدة مجد هذه الجامعة وشبيهاتها، مشعلين فيها شمس (ثول) العلمية، كانسين عنها الرتابة والرثاثة وغثاء اجترار ما لم يعد من بضاعة هذا العصر، فما بالنا ببضاعة المستقبل. لم أذهب لـ (ثول) لكنني كنت شاهد عيان بالقلب والروح قبل البصر والسمع، فما أعظم الجسارة حين تكون حصان الرؤية، وما أعظم الرؤية حين تكون إنجازاً يصادق المستحيل ليمشي معه كيلا يعرف للالتفات إلى الوراء سبيلاً.. فهل تسري عدوى روح (ثول) في جسدنا العلمي؟ آه.. لو.. ومن ثول أناديكم.. ومن ثول أحييكم أيضاً.
الرابط
من ثول .. مع التحيةالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
462644النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
5832المؤلف
صالح الشهوانتاريخ النشر
20090929الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية