وزير في الـ Facebook!

Abstract

د.عادل بن احمد يوسف الصالح وزير في الـ Facebook! د.عادل بن احمد يوسف الصالح « وزير في الفيس بوك غريبة؟! «.. بهذه العبارة التلقائية أبدى الزميل عضوان الأحمري استغرابه من وجود معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز الخوجة فى موقع الـ « Facebook» الاجتماعي الشهير، وذلك خلال حواره الإلكتروني التي نشرته جريدة الوطن في عدد يوم الإثنين 8 يونيو 2009 ، وهو في الحقيقة يعكس بها -ليس استغرابه وحده- بل استغراب الكثيرين من أبناء الوطن، ولكن هل سبب الاستغراب هو استخدام الوزير لأحد الأدوات الإلكترونية التي لم يألفها البعض بعد للتواصل المباشر من جموع الإعلامين والمثقفين في بلادنا؟، أم أن الاستغراب يأتي ليس من الوسيلة بقدر ما ينتج عنها من تواصل سريع ومباشر وبدون حواجز؟، أكاد أن أجزم أن الاستغراب من كلا السببين معا، فالوزير طبق بشكل واضح وجلي ما نطلق عليه في علم الإدارة سياسة الباب المفتوح، ولكن الباب الإلكتروني الجديد للوزير مفتوح للجميع، كل يدلي بدلوه والرجل يرحب بالاقتراحات والأفكار البناءة. حقيقة تلك البادرة الطيبة ذكرتني بالخطوة التي قام بها معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي قبل نحو عام حينما لم يجد حرجا في أن يترجل عن منصبه، ويتحول إلى نادل في أحد مطاعم جدة، في محاولة عملية لمحاربة النظرة الاجتماعية السلبية تجاه بعض المهن، وتشجيعا للشباب لارتياد العمل في قطاع الضيافة. ومع الفارق في التشبيه بين كلا الموقفين، إلا أنه ثمة خط عريض يربط بينهما وهو الفكر الخلاق لحل المشكلات، فوزير العمل حارب ثقافة العيب عبر العمل كنادل، ووزير الإعلام قدم بخطوته أكثر من رسالة بدءا من اتساع هامش الحرية إلى رغبته في التطوير في قطاع الثقافة والإعلام فضلا عن استخدام الأدوات الإلكترونية على اعتبار أنها أصبحت من المسلمات التي لم يعد أحد يستطيع الاستغناء عنها، وقبل كل هذا تنفيذ توجيهات ولي الأمر على الوجه الأمثل، يقول معالي وزير الإعلام « خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يرى أن تولي زمام المسؤولية يعني العمل على خدمة المواطنين وتطوير موقع المسؤولية بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى، ومن وجهة نظري أن العمل على تحقيق هذا الهدف لا يكتمل إلا بالاستفادة من تطور وسائل التقنية وعلم الاتصالات».. خطوة الوزير خطوة تستحق الإشادة ودعوته للجميع لإرسال آراءهم واقتراحاتهم هي دعوة تستحق التقدير وتنم في الوقت نفسه عن تواضع جم وحسن إدراك وذكاء متوقد، وإني لأنتهز هذه الفرصة لأبدأ بتقديم الاقتراحات، وأدعو معالي الوزير بشكل مباشر إلى ضرورة إيجاد أنظمة ولوائح تنظم العمل الإعلامي الإلكتروني داخل المملكة، ولا سيما بعد كثرة الصحف والمواقع الإلكترونية، وآمل أن تكون كلماتي واضحة « ينظم « لا «يقيد» .. وفي الوقت ذاته أدعو أبناءنا وشبابنا للاستخدام المسؤول والبناء للوسائل الألكترونية، وأشيد في هذا الصدد بالعديد من المجموعات التي نظمت حملات اجتماعية ودينية عبر الفيس بوك مثل حملة «فينا خير»، و»حجابك عفاف»، و»صلاتي نجاتي»، و»صحيني الفجر». وختاما أدعو جميع الوزراء والمسئولين في بلادنا أن يبتكر كل منهم على طريقته فكرة تضمن التواصل مع مرؤوسيه وأفراد المجتمع من جانب وتقدم حل ابتكاري لأحد المشاكل التي يعاني منها الأفراد على أن يبقوا جميعا أبوابهم وعقولهم وقلوبهم مفتوحة للجميع، وفق الله الجميع إلى ما ينير بصره وبصيرته. Dr.adelalsaleh@yahoo.com