الفارس الملهم وتوحيد الكلمة

Abstract

} الفارس الملهم هو ذلك الفارس الشهم الذي ينقذ أمته بالرغم من كل الصعاب والعقبات التي تحيط بها في غياهب الأحداث. والأمة العربية لم تعدم أولئك الزعماء والقادة الملهمين، سواء في العصور القديمة او في عصرنا الحديث. ويكفي أن ننظر الى التاريخ المعاصر لنجد عدداً من أولئك القادة العظماء في بلادنا من أمثال جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأبنائه البررة، بالإضافة الى عدد من الزعماء العرب والمسلمين. ويبرز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - كفارس ملهم تمده العناية الإلهية بالمزيد من الانجازات المحلية والعربية والإسلامية والعالمية. وقد أثبت الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في قمة الكويت الاقتصادية أنه ذلك الفارس الملهم الذي استطاع أن يعيد لأمته تاريخها الناصع ونموذجها البطولي الذي طالما قرأنا عنه في تاريخ أمتنا الإسلامية المجيد. استطاع الملك عبدالله بكلماته المخلصة والنابعة من القلب ان يعيد الى قمة الكويت أهميتها الاقتصادية والسياسية، وأن يزرع الأمل في قلوب جميع الشعوب العربية والإسلامية. وكان هدفه الأساسي هو حفظ كرامة العرب ووحدتهم وقوتهم من أجل مستقبل مشرق وغد أفضل للجميع وفي كلمته التاريخية التي ألقاها في قمة الكويت الاقتصادية، ركز - حفظه الله - على أهمية التغاضي عن جميع الخلافات العربية من أجل ترسيخ الأخوة والمصير المشترك بقوله: «اننا تجاوزنا مرحلة الخلاف وفتحنا باب الأخوة والوحدة لكل العرب من دون استثناء او تحفظ»، وذكّر الكيان الاسرائيلي بأن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت، وان مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة الآن لن تبقى على الطاولة الى الأبد. كما ذكّر الفلسطينيين بأهمية وحدتهم ومصيرهم المشترك، وذكّر الأمة العربية بأن خلافاتها السياسية هي التي أدت الى الفرقة والشتات، وهي التي أعانت العدو الاسرائيلي الغادر على تحقيق أهدافه على حساب الأمة العربية لشل إرادتها وبعثرة جهودها. ان توحيد الصف العربي ووضع العرب امام مسؤولياتهم والبعد عن كل أسباب الفرقة والخلاف هو من أبرز ما ركز عليه خادم الحرمين الشريفين، ثم أبرز تعاطفه الإنساني وتعاطف شعبه تجاه أهالي غزة، وما أصابها من تدمير وتحطيم للبنية التحتية، وقتل للبشر، وذلك بالإسهام المادي السخي وتخصيص مبلغ ألف مليون دولار لإعادة إعمار غزة. ويبقى على جميع الفصائل الفلسطينية نبذ الخلاف والتناحر، وأن يكونوا على مستوى المسؤولية، ليس من أجل إعادة إعمار غزة فقط، بل من أجل توحيد كلمتهم، والحفاظ على أرضهم وشعبهم من الاعتداء والتمزق والحصار. إننا نعيش في عهد زاهر، عهد ملك الإنسانية، الفارس الملهم، عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي يسعى دائماً من أجل الخير والسلام لجميع شعوب المنطقة، ويعيش هموم العالم من خلال زرع المحبة والسلام والحوار بين الأديان. حفظه الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمده بقوته وتوفيقه.