الإعلام الذي نريد

Abstract

الإعلام الذي نريد ماجد محمد قاروب شدد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على وسائل الإعلام أن تعمل على إبراز الإيجابيات بحجمها الطبيعي دون المبالغة وأن تبرز الأخطاء بروح الود والنصيحة وليس بحالة التشفي، موضحاً أن ما تحدث به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله عندما قال إذا كانت هناك سقطة من مواطن غريبة على المجتمع ليس من الضروري أن نبرزها، والخطأ يحدث في كل مجتمع وأنه لولا الذنوب ما وجدت المغفرة. وذكر سموه الكريم أن هناك خروجاً عن المألوف بالطرح لبعض صحفنا في إبراز أشياء سلبية وقعت من شباب لا يقدرون الأمور بحكم السن، وإن كنا نرجو منهم كل خير. ولقد أكد سموه الكريم أن سياسة الدولة لا تود أن تشاع أي خطيئة لأي إنسان لأن ما يهمنا أن نشجع ونوجد مجالاً للاستغفار والعفو والرجوع عن الخطأ ليستقيم الإنسان. تلك كلمات وتوجيهات قائد البلاد أوضحها وفصلها رجل الأمن الأول الذي تولى رئاسة المجلس الأعلى للإعلام لسنوات طويلة مضت ويعلم ويدرك أهمية الإعلام كشريك دائم للوطن وجميع شرائحه وفئاته وسلطاته القضائية والتنفيذية والتنظيمية، وهي تتفق تماماً مع ما جاء في النظام الأساسي للحكم بأن (تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة.. وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه وتبين الأنظمة كيفية ذلك).وما جاء في نظام المطبوعات والنشر الذي أكد على (أن يكون من أهداف المطبوعات والنشر الدعوة إلى الدين الحنيف ومكارم الأخلاق والإرشاد إلى كل ما فيه الخير والصلاح ونشر الثقافة والمعرفة)، وما جاء في نظام المؤسسات الصحفية الذي أكد على أن (المؤسسة منشأة خاصة هدفها إصدار مطبوعات دورية يكون رائدها خدمة المجتمع بنشر الثقافة والمعرفة ملتزمة الصدق والموضوعية في كل ما تصدره من مطبوعات).هذا هو الإعلام الذي نريد والذي شدد عليه صاحب السمو الملكي الأمير نايف والذي يتوافق مع النظام الأساسي للحكم والأنظمة المطبقة.لأنه بمراجعة تعليقات الكتاب أو النقاد أو المحللين في بعض المواضيع القضائية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الرياضية وحتى الشؤون الإسلامية نجدها بعيدة تماماً عن هذا التوجيه من قادة البلاد. وبمتابعة البرامج الحوارية وخاصة بعض البرامج الرياضية والصحية والتعليمية نجدها تخرج عن نطاق الموضوعية والكلمة الطيبة والود والاحترام بل ويظهر فيها الكثير من الانحراف عن ما يجب أن يكون عليه الأمر.علينا أن نحترم القوانين والتعليمات الأمنية من مرور إلى دفاع مدني إلى شرطة وأمن عام، لأن في ذلك كله دعماً لجهود الأمن حيث يجب أن يساهم الإعلام برفع الحس والوعي الأمني للمواطن والمقيم ونكون عوناً في مكافحة العنف الأسري والمخدرات والتستر والجريمة المنظمة وغسل الأموال، وعلينا أن نعلم أن التعليم يمر بمرحلة تطويرية هامة وشاملة بجميع مراحله ما قبل وما بعد الجامعة ومعها برامج الابتعاث وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وهو الحدث العلمي الأبرز على مستوى العالم خلال قرون مضت وهذا يتطلب من الإعلام أن يكون داعماً لهذا التطوير الشامل والهام للأجيال والوطن على حد سواء والذي سيحدد هويتنا ومستقبلنا في صراع الهوية والثقافة والعلم والمعرفة.كل هذه التحديات الوطنية بحاجة إلى إعلام داعم يؤثر إيجاباً في النقد الهادف والبناء وليس الهدم والتجريح وتضخيم الأخطاء والتجريح بالأشخاص واستباحة خصوصياتهم وكرامتهم كما هو حادث وبأسف شديد في حالات كثيرة في الإعلام الرياضي.والمطلوب من وزارة الثقافة والإعلام ورؤساء تحرير الصحف والمجلات ومديري البرامج والقنوات الفضائية القيام بمراجعة شاملة للعاملين في الوسط الإعلامي وأن يستعينوا بالمتخصصين في الطب والقانون والتعليم والإعلام والاقتصاد ليكونوا قادرين على نشر التوعية والمعلومة الصحيحة للعامة، والنقد الهادف للبرامج والأداء العام وليس تصيد الأخطاء والبحث عن العناوين المثيرة بلا مضمون أو هدف.علينا أن نبتعد عن العصبية والعنصرية والفردية في الطرح ونتوجه نحو الوطنية والموضوعية والصالح العام في كل صور الإعلام وفق القانون والنظام الأساسي للحكم والذي أكد عليه خادم الحرمين الشريفين وأكد عليه بالشرح والتفصيل سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهما الله.وهذه دعوة للقيادات الإعلامية بمختلف وسائلها لأخذ هذا التوجيه نبراسا للعمل الإعلامي في القادم من الأيام لحماية الوطن وتحصينه ودعم جهود تطويره وإقصاء كل مخالف لهذا التوجيه خارج العمل الإعلامي.. 0 : عدد التعليقات