أول وزير مالية للمملكة تعلم بالكتاتيب وتميز بالخط الجميل ابن سليمان انتقل من عنيزة للرياض وشارك في مفاوضات التنقيب

Abstract

لم يكن غريباً أن يبادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتكريم واحداً من أبرز من عملوا مع الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في بداية تأسيس الدولة وهو الشيخ عبدالله بن سليمان الحمدان كأول وزير مالية في العهد السعودي ومنحه وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.ولا يزال الرعيل الأول من أهالي عنيزة يتذكرون جيداً أيام الكشتات في الزغيبية وما جاورها من المزارع المترامية الأطراف التي كانت وماتزال عامرة بالنخيل والأشجار المثمرة والعيون الكبريتية والمصنع الذي يتوسط مزرعة بن سليمان شرق عنيزة وينتج منها أجمل أنواع الجبن من أبقار هولندية تم استيرادها في ذلك الوقت وكان يعد أحد أهم المشاريع الزراعية التي بدأ بها ابن سليمان في مسقط رأسه حيث ولد هنالك في عام 1305 هـ 1887م أي قبل موقعة المليدا المشهورة بثلاثة أعوام .ويعد ابن سليمان من أوائل ممن درس وتعلم في كتاتيب عنيزة مع زميله الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع العالم المشهور الذي تولى مسؤولية وزارة المعارف فيما بعد.وقد سافر ابن سليمان شرقاً كما كان يسافر أصدقاؤه إلى الهند ليجربوا حظهم هناك وفي بومباي تحديدا وتارة في البحرين وأخرى في البصرة حيث يقيم هناك عدد كبير من أبناء عنيزة .واستقر المقام بابن سليمان عام 1913 في الرياض وعمل لدى الملك عبدالعزيز في كتابة الرسائل وكان يتمتع بخط جميل وإنشاءٍ راقٍ وبعد سنة من التحاقه بالعمل مع الملك عبدالعزيز عين مسؤولاً عن الخزينة وإيراداتها ومصروفاتها حيث لم يكن هنالك في ذلك الوقت موردون تقريباً هما منفذا قرية العليا ومنفذ الجبيل وقد أنشئت فيهما إدارتان للجمارك ولكن الدور الأكبر في تاريخ هذا الرجل هو المشاركة في مفاوضات التنقيب عن النفط في عام 1933 وكانت هنالك شركتان إنجليزية وأمريكية وقد اختار الأمريكية بعد أن بخلت الإنجليزية بدفع مبلغ يوازي تلك الصفقة التي تعد أكبر صفقة في التاريخ مما حدا بالوزير ابن سليمان وبالتشاور مع الملك عبدالعزيز أن يتم منح شركة سوكال حقوق التنقيب وفقاً لـ 9 شروط . واستمر الشيخ ابن سليمان والذي أطلق اسمه على أبرز شارع في الرياض الوزير على رأس وزارة المالية حتى عام 1954م - 1374هـ وعندها تقدم باستقالته للملك سعود ليحل بدلاً عنه وزير مالية جديد وهو محمد بن سرور الصبان يرحمهم الله.وتوفي الشيخ ابن سليمان في جدة عام 1965 تاركاً وراءه مخزوناً ضخمً من الذكريات والإنجازات والمواقف .