من هم ولماذا يجتمعون؟
Date
2009-05-11xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300516Author
Abstract
من هم ولماذا يجتمعون؟ د. عبدالرحمن بن حمد السعيد*تلتقي على شاطئ رابغ وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية تحديداً ثلة ممن كان قدرهم أن يقودوا بعض أهم دول العالم وأكثرها مكانة وأكبرها قدراً في مرحلة من أدق مراحل العمل السياسي في عالمنا المعاصر.. يجمعهم مجلس التفاهم العالمي الذي أراد مؤسساه (رئيس وزراء اليابان السابق فيوكودا لابنه الذي أعقبه في هذا المنصب.. وهيلموت شميدت) أن يكون ملتقى تتراكم فيه خبرات قادة العالم السابقين يقدمون من خلاله رؤيتهم وخلاصة تجربتهم أملاً في مستقبل أكثر أمناً وأكثر استقراراً لهذا العالم المضطرب.. بعضهم مثل هيلموت شميدت قاد ألمانيا ولمدة خلال سنين الحرب الباردة وصراع معسكري الشرق والغرب، فحقق لبلاده المتعافية من أتون الحرب العالمية الثانية قدراً هائلاً من الاحترام والتقدير الدوليين، واختط لها موقعاً متميزاً على خارطة السياسة الدولية.. وها هو اليوم وقد بلغ التسعين من عمره الحافل بالإنجازات السياسية والثقافية يقرر أن يعتزل العمل العام، ويعلن أن هذا سيكون آخر ظهور عام له.. هناك أيضاً الدكتور رومان برودي الذي كرس اسمه ومكانته في الساحة الدولية رئيساً للاتحاد الأوروبي، ثم توج إنجازاته باحتلال موقع رئيس الوزراء لبلاده ايطاليا لمرتين، وعرف خلال كل هذا بنزاهة اليد وعفة اللسان مثقفاً وأستاذاً جامعياً قبل أن يخوض معترك السياسة.. هناك أيضاً رئيس الوزراء الكندي السابق كرتيان الذي يذكر له أنه رغم الضغوط الهائلة من الداخل والخارج نأى بنفسه وبلاده عن مستنقع غزو العراق، فوفر على كندا ولها رصيداً هائلاً من السمعة الحسنة والمكانة التي لم تنل منها ورطة إغراق بلد كامل بالفوضى وإزهاق أرواح مئات الألوف من مواطنيه وتدمير بنيته التحتية، وتدمير جزء هائل من تراثه الحضاري المتراكم عبر ألوف السنين.. والواقع أن المجلس لا يمثل فقط منتدى لقادة الدول السابقين لكنه يحظى بمشاركة عدد من أكثر خبراء العالم تمكناً في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم الإنسانية المختلفة.. ومن بين هؤلاء الخبراء رجال مثل الدكتور هانز كونج الذي درس الفلسفة في بعض أهم جامعات العالم، ونشر دراسة مشهورة عن فضل الإسلام على العالم، ودراسة أخرى بعنوان الأديان الإبراهيمية الثلاثة.. والذي عينه أمين عام الأمم المتحدة عضواً في مجموعة الحكماء وقادة الفكر الإنساني في عام م. أما لماذا اختاروا المملكة العربية السعودية مكاناً للقائهم فإن لهذا قصة تستحق أن تروى.. فقد كان من حسن ظن أخي وأستاذي معالي الشيخ عبدالعزيز القريشي العضو الأساسي في مجلس التفاهم العالمي أن أنابني في حضور الاجتماع السنوي الذي لم يستطع لظروف خاصة به حضوره.. وكان لهذه الفئة الرائعة من القادة رجالاً ونساءً اهتمام خاص ورغبة صادقة في معرفة المزيد عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - ورؤيته لحوار الأديان والحضارات.. وخلال الشرح الموجز الذي تشرفت بتقديمه لاحظت أن هذه المبادرة تصب في عمق اهتمامات الحاضرين وتطلعاتهم لعالم يسوده الوئام والتعاون.. فكان اقتراح رئيس جمهورية ألمانيا السابق (فايسكر) بأن يكون اجتماعهم القادم في ربوع البلد الذي أصبح محط أنظار العالم وفي ضيافة قائده الذي قال عنه البيان الختامي للمؤتمر إنه حقق لبلاده مكانة سياسية واقتصادية متقدمة تجعلنا نطالب بأن تكون عضواً في مجموعة الثمانية الكبار. هنا يجب أن نتذكر أمراً مهماً فيما يخص هذه المجموعة المهيبة من الرجال والنساء.. فهم يحتلون اليوم موقعاً أخلاقياً أساسياً بل إنهم يمثلون مرجعية أخلاقية كبرى تستنير بها قيادات العالم التي تتطلع في نهاية كل اجتماع لبيانهم الختامي الذي يرسم بكل وضوح صورة لأوضاع العالم وما هو المطلوب والمرغوب والمؤمل. إن من حق المواطن السعودي وهو يرى هذه القيادات والشخصيات التي تملك سجلاً مؤثراً في العمل السياسي والفكري في العالم تتقاطر على وطنه احتراماً وتقديراً لإنجازاته ورؤية قائده ورمزه.. أقول إن من حق المواطن ومن فضل الله على هذا الوطن أن العالم ممثلاً في هذه القيادات أصبح يدرك أكثر من أي وقت مضى أننا دعاة سلام وخير وتعاون. والله من وراء القصد..،،.. * المستشار في الديوان الملكي
Publisher
صحيفة الرياضVideo Number
470236Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
14931Topics
السعودية - العلاقات الخارجية - دول الخليج العربيةالسعودية. وزارة الاقتصاد والتخطيط - مؤتمرات
Organization
الديوان الملكي - السعوديةThe name of the photographer
عبدالرحمن بن حمد السعيدDate Of Publication
20090511Spatial
السعوديةالعراق
المانيا
ايطاليا
كندا
الرياض - السعودية
اوتاوا - كندا
برلين - المانيا
بغداد - العراق
روما - ايطاليا