حان وقت القطاف

Abstract

حان وقت القطاف عبدالله العلمي الأمر الملكي الحاسم الصادر يوم الاثنين الماضي بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الفاجعة في مدينة جدة علق الجرس ليؤكد إصرار خادم الحرمين الشريفين على مواصلة مسيرة الإصلاحات الإدارية في المملكة.البيان الملكي يعكس تأثر الملك عبدالله بالفاجعة التي أصابت جدة. مفردة الفاجعة لم تأتِ في البيان من فراغ، فالفاجعة هي المصيبة المؤلمة التي تصيب الإنسان بما يعز عليه من مال أو حميم. الملك عبدالله يتابع بحزن وألم الأحداث المأساوية التي نتجت عن هطول الأمطار على جدة وما أدت إليه من وفيات وإصابات وفقدان الكثيرين إضافة إلى التلفيات والأضرار على المنشآت العامة والممتلكات الخاصة.هذه هي المواطنة الحقيقية، فقد حز في نفس المواطن عبدالله بن عبدالعزيز بكثير من الألم أن هذه الفاجعة لم تأت نتيجة لكارثة عظمى على نحو الأعاصير أو الفيضانات، بل نتجت عن أمطار لا يمكن وصفها بالكارثية. قد يكون من المفيد أن أذكر - لمن يبرر الكارثة بالأمطار - أن كمية الأمطار في إعصار جونو قرب مسقط منذ أعوام وصلت 600 ملم خلال يوم، و800 ملم خلال يومين، وألف ملم خلال 3 أيام بينما لم تتعد كمية المطر التي هطلت على جدة 90 ملم فقط.وكأي مواطن حريص على وصف الأمور بواقعية مبسطة، اعترف الملك عبدالله أنه من المؤسف له والمؤلم أن كمية الأمطار التي هطلت على جدة تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة على نحو ما شهدناه في جدة. إقرار الملك بهذه الحقيقة يكاد يكون شعور كل مواطن بنفس الحسرة والألم وهو يرى بأم عينيه عشرات الجثث من المتوفين نتيجة تلك الأحداث المأساوية.حان وقت القطاف، فقائد مسيرة الإصلاح لم يرض ببضعة تقارير روتينية بل التزم بواجب الأمانة والمسؤولية من حرصه عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرض المملكة العربية السعودية. القرار الشجاع أتى عندما وجه ولي الأمر بتحديد المسؤولية - جهات وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون من تجار الخيانة في كراسيهم الوثيرة. اليوم هو وقت القطاف الصارم تجاه كل من يثبت إخلاله بالأمانة حتى ولو هرولوا وتدافعوا للثناء على البيان الملكي. الملك يحرص اليوم على محاسبة المقصر وكل من فرط في الأمانة بمن فيهم من تهاب السيول الاقتراب من منازلهم صغيراً كان أو كبيراً..حان....