المدينة الفاضلة وفلسفة الحسبة

Abstract

المدينة الفاضلة وفلسفة الحسبةعبد الله السهلي دخلت سنة ثلاثين بعد الأربعمائة والألف للهجرة النبوية على صاحبها أزكى الصلاة والتسليم وفي شهر جمادى الآخرة لسبع بقين منه دشن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والنائب الثاني الخطة الاستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الموسومة بـ (حسبة), وهي خطة طويلة المدى لمدة 20 عاماً من 1430 إلى 1350هـ .. هكذا أعزائي القراء سيكتب التاريخ بكل حيادية وموضوعية عن هذا الحدث المهم الذي يكشف لنا عن جملة من الأمور يحسن بنا الوقوف عندها: الوقفة الأولى: الحدث والتدشين وما تلاه من كلمة الأمير نايف بن عبد العزيز أنموذج صريح وواضح لتناغم وتعانق الإرادة السياسية والإرادة الشعبية في الاجتماع على أهمية شعيرة الحسبة والتصاقها بمنهج هذه البلاد وفلسفتها في الحياة، كيف لا ؟! والحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) جاءت بها النصوص المتواترة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وحسبكم أن من نتائجها ثلاثة أمور مهمة في الحس الإسلامي (الخيرية، التمكين في الأرض، حفظ جماعة المسلمين), وهذه النتائج والمآلات في الدنيا ناهيكم عن الأجر العظيم في الآخرة. الوقفة الثانية: جاءت الخطة الاستراتيجية بالمنظور الإداري بأطر ومنطلقات تدعو إلى التفاؤل وتنبئ عن رؤية رصينة ورؤى طموحة وأهداف سامية يسعى لها مسؤولو جهاز الحسبة ومن ورائهم قادة البلاد ومسؤولوها. وجاءت هذه الخطة الاستراتيجية ثمرة تعاون وتنسيق بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهي جامعة من أعرق الجامعات السعودية، ذات طابع علمي تطبيقي، وفي هذا دلالات مهمة - في نظري- أهمها أن مسألة الحسبة أصبحت هاجس الجميع لم تقتصر على جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحده، وإنما تجاوز ذلك إلى مؤسسات المجتمع العلمية، كما يحمل دلالات واضحة على أن جهاز الحسبة جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السعودي، وتأتي في هذا السياق موافقة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ بتأسيس كرسي الملك عبد الله بن عبد العزيز للحسبة ودراستها المعاصرة في جامعة الملك سعود وموافقة الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتأسيس كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية. وفي هذه الموافقة دليل واضح....