الرجل الحكيم يضم في قلبه كل القلوب
التاريخ
2009-04-03التاريخ الهجرى
14300407المؤلف
الخلاصة
الرجل الحكيم يضم في قلبه كل القلوب سعود البلوي الكلمات المؤثرة والعبارات الجميلة تبقى أزماناً في أذهان الناس وفي بطون الكتب، حتى دون أن يُعرف بالضبط قائلها أو الزمن الذي ذكرت فيه، والعبارة أعلاه تنسب لحكيم الشرق (بوذا) الذي ربما نطق بها قبل آلاف السنين فحفظها التاريخ الإنساني لأهميتها وجمالها ومدى بلاغة الحكمة فيها. استعادتها الذاكرة بعد القمة العربية الحادية والعشرين في دولة قطر، حيث أدرك الجميع مدى حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحلمه وبعد نظره في إشاعة روح التسامح السياسي في العالم العربي، وليس ذلك توجهاً مفاجئاً طرأ خلال كلمته التاريخية في قمة الكويت الاقتصادية، قبل أكثر من شهرين، التي أعلن فيها انتهاء الخلاف السعودي مع كل الأطراف العربية بلا استثناء. لقد افتتح الملك عبدالله مرحلة عربية جديدة وهامة قد تساعد الأمة العربية-شعوباً وحكومات- على تجاوز الأخطاء والثارات والأحداث القديمة، لذلك يحق لنا أن نحلم برؤية النور في استشرافنا للمستقبل الذي يحتاج للكثير الكثير حتى يتم تكريس التسامح والمصالحة غير المشروطة. التسامح وعبدالله بن عبدالعزيز وجهان لعملة واحدة، وحقائق السنوات الماضية تثبت ذلك: لقد مارس صلاحياته وسلطته كملك لا لإشاعة روح الانتقام إنما لتكريس مفهوم التسامح، فأصدر عفواً عن عدد من أبناء شعبه، كما عفا عن أولئك الذين اتُهموا بالتخطيط لإيذائه، وكان حينها في موقع يسمح له بإيقاع أقصى درجات العقاب والصرامة بحقهم لكنه صفح وهو في موقع القوة والقدرة على المحاسبة، لا لشيء سوى أنه تمثّل الاستقامة النبوية في التحكم بالنزعات البشرية، وبالتالي قابل السيئة بالحسنة، بالصفح عند المقدرة، مترفعاً بذلك عن الوقوع في سلوكيات الثأر للذات. ولم يتوقف عند ذلك بل نشر مبدأ التسامح ودشّن مرحلة تصالحية وإصلاحية مهمة من خلال عدة مراسيم ملكية تجلت فيها صفات العفو والمسامحة للقاصي والداني، ولن يكون العفو الملكي عن الضالعين في أحداث البقيع بالمدينة المنورة آخر الأمثلة. لقد علّمنا هذا الملك النبيل معنى أن يصفح الإنسان عن أخيه الإنسان ويتجاوز عن إساءته، وتعلّمنا منه أن القوة الحقيقية هي القدرة على الصفح لا القدرة على العقوبة، وهو بذلك يتمثّل سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي عفا وصفح وتجاوز حين قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. ومثل ذلك يكون الاعتذار عن الخطأ....
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
468585النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
0المؤلف
سعود البلويتاريخ النشر
20090403الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الكويت
بريطانيا
قطر
الدوحة - قطر
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
كامبردج - بريطانيا