من عجائب الوطن 1

Abstract

شلاش الضبعان هذه هي الحلقة الأولى من سبع وستين حلقة سأخصصها - بحول الله - لسلسلة من العجائب القصيرة والخفيفة والتي أصبحت مع الزمن جزءاً من خصوصيتنا الثقافية والفكرية والاجتماعية. وقد يتساءل القارئ الكريم، وهو العزيز على قلبي، عن سر هذه الجرأة والادعاء بأنني سأستطيع أن أسطّر في سبع وستين حلقة ما أدعي أنه من عجائبنا!! ويؤسفني أن أرد عليه بكل ثقة بأني لا أدعي فقط بل أتحدى أيضاً، ولن أسطّر في كل حلقة أعجوبة واحدة ولا اثنتين بل ثلاثا وأكثر، فقط اسألوا الله لأخيكم طول العمر وسترون ما يؤلم قلب كل مخلص مع الأسف!! دعوني أبدأ التحدي بثلاث عجائب نراها كل يوم بأعيننا. يعلن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كل وقت أن الخير يعم البلاد، وأن هناك من الخير ما وجه – وفقه الله - بتركه للأجيال القادمة، وأنه لا يوجد عذر لأحد في التقصير فالبلد في نهضة وتقدم ولله الحمد والمنة، ثم إذا نظرنا في أحوال بعض وزاراتنا وجدناها كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ أو كمن يتسوّل على باب أحد الجوامع ورصيده في البنك يئن بالملايين، ما عذرهم في النوم؟ لا أدري!! لم نأت بمثل شاعر المليون!! ومع ذلك نهاجم شاعر المليون كل عام، ونتحدث عن الإقصاء والمحسوبيات التي تمارس في كل نسخة، وإذا جاءت التصفيات الأولية كان شعراؤنا ومتشاعرونا أول المزاحمين على البوابات استقبالاً وتوديعاً، أما إذا بدأت المسابقة فرسائلنا (التي تصوّت للأقرب وليس للأفضل) هي أكبر الداعمين للبرنامج ويكفينا تعجباً تلك الـ 968 ألف رسالة التي انطلقت من جوالاتنا في الأسبوع الأخير فقط ولم تفلح في شيء!! وإذا انتهت المسابقة فتباكينا على الألبان المسكوبة لا ينقطع، واستعدادنا للنسخة القادمة لا يتوقف!! في هذه الإجازة كما في كل إجازة تقول الوزارة إن الإجازة تسعة أيام كاملات، ويقول الواقع إنها خمسة أيام فقط على أساس أن الممنوح لا يمنح أصلاً، ويقرر الطلاب أن الإجازة ثلاثة أسابيع على قاعدة أسبوع قبلها وأسبوع بعدها، فمن نصدق؟!! كل أعجوبة وأنتم بخير، وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.!! aldabaan@hotmail.com