المتاجرة بالديات
Date
11-2-2009xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300216Author
Abstract
المتاجرة بالديات منصور بن صالح اليوسف جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على توصيات اللجنة المشكلة لدراسة ظاهرة المبالغة في جمع الأموال لذوي القاتل لتضع حدا لوضع خاطئ كان يحتاج إلى معالجة عاجلة. وقد شملت تلك التوصيات عدم السماح لذوي القاتل بإقامة المخيمات لجمع الأموال ووضع اللوحات الإعلانية والإعلان بالصحف والمجلات بقصد جمع الأموال لذوي القاتل لتسليمها لذوي المقتول كدية لتفادي تنفيذ القصاص. إن ظاهرة جمع الأموال بتلك الطريقة هي ظاهرة غير صحية وهي أشبه بأولئك الذين كانوا يضعون الصناديق في المساجد والأسواق لجمع التبرعات لأهداف معينة، ثم اكتشف فيما بعد أنهم كانوا يجمعونها لأهداف وغايات أخرى بعيدة كل البعد عن الأهداف المعلنة في المساجد والأسواق. إضافة إلى ذلك فإن هذه الطريقة غير حضارية وغير مناسبة في الوقت الراهن، حيث إن بالإمكان البحث عن وسيلة أخرى أكثر ملاءمة تحمي حق ذوي المقتول ولا تحرج ذوي القاتل. ولا شك أن هناك مبالغة من ذوي المقتول بطلب الدية حيث سمعنا وقرأنا عبر وسائل الإعلام أرقاما خيالية وصلت إلى حوالي العشرين مليون ريال. وبالتالي فإن هذا قد يخرج معنى الدية لكي تصبح فدية. إن مطالبة ذوي القاتل بمبالغ كبيرة يعني أنهم تاجروا بدماء صاحبهم كما أنهم أجبروا ذوي القاتل على التسول بين الناس وحملوهم أحمالا ثقيلة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. وهذا لا يعني أن يتنازل ذوو المقتول عن الدية في كل الأحوال، ولكن يجب أن تكون الدية في حدود المنطق والمعقول. إن الموافقة على إنشاء لجان الإصلاح بين ذات البين في جميع إمارات المناطق هي خطوة موفقة جاءت في وقتها المناسب. وقد يكون من أولويات هذه اللجان دراسة هذه الظاهرة وتحديد المبالغ للديات مع مراعاة أسباب ودوافع الجريمة عند التقدير. ولا يختلف اثنان في أن هناك جرائم قتل تقشعر منها الأبدان قد يكون القصاص الأولى من دفع الدية، خاصة الجرائم المركبة التي تشمل الاعتداء على العرض والقتل معا أو السطو على المال والقتل معا وما شابه ذلك. ولقد أشار القرآن الكريم إلى معنى سامٍ لتنفيذ حد القصاص حيث قال الله سبحانه وتعالى: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}سورة البقرة الآية (179)، أي أن تنفيذ الحكم الشرعي في القاتل تتحقق معه المصلحة العامة أكثر. أما التنازل عن دم القاتل فينبغي ألا يبتعد كثيرا عن العفو وعن الصدقة وطلب المثوبة والأجر من الله، لأن الدية مهما كانت كبيرة لن ترد الميت إلى الحياة مرة أخرى. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة
Link
المتاجرة بالدياتPublisher
صحيفة الجزيرةVideo Number
471953Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
13285The name of the photographer
منصور بن صالح اليوسفDate Of Publication
20090211Spatial
السعوديةالرياض - السعودية