د. أبا الخيل متفاعلا مع المكرمات الملكية: استشعار المسؤولية .. وتحمل هموم الرعية من ثوابت ملك الإنسانية

Abstract

تابعت ما نشر في (الجزيرة) عن المكرمات الملكية لخادم الحرمين وتعقيباً عليها أقول: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه... وبعد: فإن من تشرف بالانتماء إلى هذا الوطن الإسلامي المبارك ليشعر بالفخر والاعتزاز، وعظيم النعم، وأيادي الخير التي هي محض فضل الله سبحانه أولاً وآخراً، ثم هي ثمرة من ثمار قيام هذه الدولة المباركة على الشرع القويم، والصراط المستقيم، وتحكيم وحي رب العالمين، وهذا هو وعد الله سبحانه لمن تمسك بهديه، وقام على شرعه أن يحقق له النعمة بالاستخلاف والتمكين، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة النور، الآية: 55) فهذا وعد من الله سبحانه لمن حقق التوحيد والإيمان والعبودية الحقة أن يتم عليه نعمة التمكين والاستخلاف في الأرض كما هي سنته الثابتة لمن قام بشرعه، وهذا التمكين والاستخلاف معنى عظيم ينتظم قيام مصالح الدين والدنيا، وتحقق الأمن ورغد العيش، واستقرار الأحوال، ودوام هذه النعم، وهذه الدولة المباركة والقيادة الرشيدة - أدام الله عزها ومجدها - قامت على هذا الأصل الأصيل، والركن الأساس منذ أدوارها الأولى وإلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وأدام عليه لباس الصحة والعافية - ولذلك تحقق لهذه البلاد ما وعدها الله به، ولا يزال فضل الله عليها يتتابع، وإن من النعم الموجبة للشكر، المستوجبة للتمعن والتأمل ما امتن الله به علينا من تلاحم وترابط، ووحدة في الشعور والمشاعر بين الرعية، وولي أمر المسلمين وشعبه، وهي صورة مثالية يرصدها المتأمل لأحوال المملكة، وهذه المحبة الشعبية في المجتمع السعودي والتلاحم دلالة خير، ومصدر أمل وتفاؤل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم). قال المناوي تعليقاً على هذا الحديث قوله: (خيار أئمتكم) أي: أمرائكم (الذين تحبونهم ويحبونكم)....