تعليمنا الجامعي إلى أين ؟

Abstract

تعليمنا الجامعي إلى أين؟ عبدالله الطويرقي* تعالت الأصوات المطالبة بمعالجة جادة وعاجلة لأوضاع الجامعات الوطنية هنا بعد تذيّل معظمها لقوائم تصنيف أكاديمية عالميا، والذي ظهر مؤخرا مع تداول مجلس الشورى في نظام التعليم العالي الجديد مؤخرا..بينما شكّكت في المقابل أصوات أخرى داخل مجلس الشورى وفي وسائل الإعلام هنا في منهجية وموضوعيّة الجهات البحثية والعلمية التي أصدرت قوائم عالمية لأفضل 200وأبرز 500 وأرقى3000 مؤسسة أكاديمية في الأشهر القليلة الفارطة،والتي تأخذ في اعتبارها معياريا مسائل التعليم المختلط وفرص الذكور والإناث التعليمية وحريات الأديان والتعبير وربما المعلوماتية ووسائط النشر الإلكتروني في تصنيفها الجامعي..بطبيعة الحال،وكما هو حالنا نافح من نافح عن نظامنا التعليمي وجودته النوعية،وانتقد من انتقد هذا النظام التعليمي وكال له التهم من كل شكل ونوع،وكلا الطرفين لا يحتكم لمنهجية أو أدوات معيارية تسند موقفه وتدحض ما لدى الطرف الآخر.. ولا غرابة البتة فيما يبدو لي في وضع كهذا إذا ما أخذنا في الاعتبار شغفنا الأزلي هنا بالمغامرات الكلامية والإنشائيات المشحونة بالعواطف وبعيدا عن منطق الفحص والتحليل الرقمي والمعياري لمكونات النظام الجامعي(مدخلات ومعالجات ومخرجات).. قناعتي أنه، وبصرف النظر عن صدمة التصنيف الضعيف لجامعاتنا والتي وردت في بعض قوائم التقييم للمؤسسات العلمية في العالم والتي استشهد بها البعض في جلسة مناقشة مجلس الشورى التي تداولت في النظام الجامعي الجديد،وعرض لها عديد من كتاب الرأي في صحافتنا خلال الأسبوعين الفارطين،أقول بصرف النظر أيضا عمن يقول بمسؤولية وزارة التعليم العالي عن أوضاعنا الجامعية بحسب ما جاء في قناعات معظم من كتب وتحدّث هنا عن الموضوع في مجلس الشورى أو في وسائل الإعلام،وبصرف النظر عن هذا وذاك،لم تكن،وهذا الغريب طبعا،أقول في يوم من الأيام مثار تفكير جاد ومنهجي مؤسسي في البلد،اللهم إلا موسميا وفي نطاق قبول خريجي وخريجات التعليم العام..المجتمع برمته لم يفكر في هموم ومشكلات وجودة ونوعية التعليم الجامعي ومخرجاته بجدية على الأقل من باب تنموي إذا جاز القول في أي وقت من الأوقات عدا ما قد يطرح هنا أو هناك من نثارات أكاديمية لمهمومين من الوسط الجامعي في ندوات أو حوارات أو في الصحافة المتخصّصة..واقعنا الجامعي بكل أمانة كنا نرقب نضوبه وتراجع كفاءته من التسعينيات....