الحوار .. قواسم مشتركة ومنافع متبادلة

Abstract

مع قرب إقامة المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في مكة المكرمة الأربعاء القادم تصاعدت وتيرة الاهتمام به، وكثرت ردود الافعال من قبل وسائل الإعلام والأوساط الدينية في دول العالم، فوصفت بعض الصحف العالمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نحو (الحوار) بالخطوة الإيجابية والهامة، وأشاد عدد من مسؤولي المراكز الإسلامية في بعض الدول باهتمام قيادة المملكة بالحوار مؤكدين أن في ذلك منافع كثيرة ستتحقق للإسلام والمسلمين أهمها تعريف العالم بأن الإسلام دين سمح يدعو إلى التفاهم والتعاون بين الناس وينبذ العنف والصراع والصدام. إن العالم اليوم في معظم مناطقه يعيش حالة هيجان وتوتر، فضلا عن مشكلات نفسية واجتماعية متعددة تعاني منها شعوبه ومجتمعاته، ومما يزيد الأمر سوءا وجود طغيان مادي وبشري تمارسه القوى المتسلطة على الدول الضعيفة مما أفقد مفردات التعامل البشري والإنساني التي تميز قمة الرقي الحضاري مدلولاتها الحقيقية وأضحت كلمات مثل التعاون والتسامح والتغاضي لا تعني في لغة المصالح سوى الظلم والاستغلال، وأصيبت الشعوب المغلوبة بحالة من الهلع والخوف، وساد التنافر والتنازع أتباع الحضارات إلى حد تغافل المدخرات الثقافية لبعض الشعوب أو اتهام إرثها الثقافي بأنه شر مطلق مما ولد عدم ثقة، وخلق صراعات ومآس في مناطق مختلفة من العالم. ولعل من أهم الأسباب التي أنتجت هذا الوضع المتأزم أن القيم الأخلاقية التي قامت عليها الحضارة الحقيقية للإنسان في السابق شابها تشويه مريع بسبب سيطرة قوى التطرف على المنجزات الحضارية في عالمنا المعاصر، وسعي هذه القوى لإغواء المجتمعات الاخرى لاتباع الباطل ، وجرها نحو المزيد من الانفلات والتفسخ الأخلاقي والأسري وإغراقها في الإلحادية والمادية، أضف إلى ذلك عدم احترام الأديان السماوية والسخرية من الرموز والمقدسات الدينية دون أي اعتبار لمشاعر الملايين من أتباع هذه الديانات. وللحديث بقية.. مدير عام الإعلام والعلاقات العامة برابطة العالم الإسلامي