سيل جدة العرم .. مثال لغياب التفكير النظمي
التاريخ
2009-12-02التاريخ الهجرى
14301215المؤلف
الخلاصة
سيل جدة العرم .. مثال لغياب التفكير النظميمحمد المهنا أبا الخيل الكارثة كبيرة ومدوية، مئة شهيد ونيف ويزيد عنهم جرحى ومرضى وبلايين الريالات من الخسائر المادية ودمار مجلجل والآلاف تركوا منازلهم، وردود الفعل كثيرة وغاضبة والاتهام بالتقصير والتلاعب وخيانة الأمانة، يساق بلا ريث ولا لباقة، والحقيقة الجامحة بات خطامها بيد المنصف العادل خادم الحرمين الشريفين، فتفاعله وفقه الله كان بحجم دوره كراع للوطن وأهله ومن يقيم على أرضه، والعزاء كل العزاء كان بوقفته مع الثكالى والمحزونين وتمثله معاناتهم وما أصدق من قوله ''وإنه ليحز في النفس ويؤلمها أن هذه الفاجعة لم تأت تبعاً لكارثة غير معتادة'' وعزمه رعاه الله على محاسبة من تثبت مسؤوليته عن تقصير أو تهاون، حيث يقول ''فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه - جهات وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم'' هذا الموقف العظيم للرجل العظيم، هو ما يسكّن من روع المفجوعين ويستجيب لاستغاثة المنكوبين، فقرار النفوس يكون بتحديد ومعاقبة المتسببين بفاجعتهم، وتقدير لتضحية الشهداء من أن تذهب حياتهم دون أن يحاسب من سبب هلاكها. ولكن وقبل أن تتكشف حقائق المذنبين، أريد أن أضع أول متهم في القائمة، هذا المتهم هو دائماً متهم مشترك في كل الكوارث يثخن جراحها ويضاعف أضرارها، إنه محصلة الإقلال والتواكل والتواني. تحدثت في مقالي السابق عن التفكير النظمي وما يمكن أن يكون له من تأثير على ثمرة العمل الحكومي، وأنا اليوم غير بعيد عن إضافة لذلك، فالتفكير النظمي يحفز المسؤول على العمل بصورة فاعلة ودارئة للكوارث خصوصاً، فتجنب الكوارث يبدأ في الإعداد لها وتمثيل وقوعها واستنتاج أضرارها ووضع الخطط لإدارتها والتقليل من دمارها البشري والمادي، نعم أكثر الكوارث الطبيعية تحدث بسرعة وعلى حين غرة، ولكن للكوارث الطبيعية نمطية تتماثل مهما اختلفت مسبباتها سواء أكانت زلازل أم فيضانات أو أعاصير وبراكين والوعي بتلك النمطية يمثل البداية في تجنب أو تقليل أثر تلك المسببات بما يمكّن من إدارة الوضع الكارثي، فمثلاً لا يخفى على جهة كالأرصاد وحماية البيئة احتمالية أن تتعرض مدينة كجدة لهطول كمية من الأمطار تفوق المعدل بما يزيد على الضعف ويمكنها توفير تلك المعرفة بصورة متاحة، كما لا يخفى على هيئة كهيئة المساحة الجيولوجية....
المصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
474836النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5896المؤلف
محمد المهنا أبا الخيلتاريخ النشر
20091202الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية