القدس في البال

Abstract

القدس في البالرأي المدينةليس بوسع أحد المزايدة على موقف المملكة إزاء الانتصار للحقوق الفلسطينية، والدفاع عن قضية القدس، ودعم النضال الفلسطيني، وهو موقف ظل يتّسم دومًا بالثبات والاستمرارية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي حمل هم القضية الفلسطينية، والتفاعل مع أحداثها منذ بداياتها الأولى، بحيث شكّلت تلك القضية وتقديم كل أشكال الدعم والتأييد لها في كافة المحافل الدولية والإقليمية أحد أهم الثوابت في السياسة الخارجية السعودية.ليس هناك حاجة للتدليل على مواقف المملكة المشرفة تجاه هذه القضية التي سطرها التاريخ بأحرف من ذهب بعد أن توثقت تلك المواقف في صفحاته ووثائقه التي لا تقبل الشك؛ لذا فإن ترحيب مجلس الوزراء في اجتماعه أمس الأول برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بإقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير جولدستون بشأن العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة في الشتاء الماضي بأغلبية ساحقة، يأتي في هذا السياق ويؤكد من جديد على الموقف السعودي إزاء الوضع في الأراضي الفلسطينية، وما تشهده المقدسات الإسلامية في القدس الشريف من انتهاكات على يد الإسرائيليين.هذا الترحيب بالقرار يؤكد أيضًا على أن المملكة تقف مع كل جهد إقليمي ودولي يهدف إلى تعزيز الحقوق الفلسطينية المشروعة، ووقف معاناة أهالي قطاع غزة، والكف عن العبث بالمقدسات.. فالمملكة تؤمن بأن القدس أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وأنها لا تهم الشعب الفلسطيني وحده، وإنّما كافة المسلمين في أنحاء المعمورة.وهو ما يؤكد قيادة المملكة للعالم الإسلامي، وحرصها على حماية الحقوق الإسلامية في كل المحافل، فهي قبلة المسلمين، وحامية حقوقهم، والمدافع الصلب عن كل ما يعلي شأنهم، ويحقق رفعتهم، ومن هكذا اهتمام تأتي احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية المقامة في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بأبرق الرغامة في مدينة جدة، حيث يشكل مظهرًا من مظاهر اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالقدس، وترسيخها في ضمير ووجدان وذاكرة أبناء هذا الوطن الذين ظلوا دائمًا يقدّمون الغالي والنفيس لإخوانهم وأشقائهم الفلسطينيين.