الروتين والطموح

Abstract

الروتين والطموحد. عبدالعزيز الصويغتلقيت العديد من التعليقات حول مقالي بعنوان (كعب داير) الذي تناولت فيه تأخر إدارة المطبوعات بوزارة الثقافة والإعلام في فسح كتاب أنجزته منذ أكثر من خمسة شهور عن الفكر السياسي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقد استغرب من يعرفون علاقتي بمعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام وزمالتنا السابقة كوكلاء لوزارة الإعلام ثم كسفراء في وزارة الخارجية أن يحدث هذا معي رغم هذه الخلفية وهذه العلاقة ناهيك عن الصداقة الحميمة التي تجمع بيننا؟ ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة ليس غريباً على جهاز وزارة الإعلام فهو قد نشأ في حضن الإعلام. وقد أعلن عن طموحات كبيرة نأمل أن توضع على أرض الواقع. ولكنه لا يمكن أن يوجد في كل إدارة من إدارات الوزارة في نفس الوقت، ولا يمكن أن يعلم عن كل كتاب تستقبله إدارة المطبوعات في وزارته. لكننا نتوقع منه أن يدغدغ قليلا الروتين القاتل ، خاصة وأن وزارة الثقافة والإعلام تتعامل مع الكُتاب والمثقفين ورجال الفكر في البلاد. ولا يتوقع من هؤلاء أن يقفوا في طوابير يومية من أجل أن يصلوا إلى موظف المطبوعات المُكلف بقراءة وفسح مؤلفاتهم، خاصة وأنه من الصعب أن يجدوه على مكتبه عندما يطلبونه. علماً أنه لا ينبغي لهم أن يوضعوا في مثل هذا الموقف أصلاً.وأقول قاتل الله الروتين الذي ينخر في كثير من المرافق الحكومية ويقف عقبة كأداء في سبيل أي خطط طموحة لكثير من المسؤولين. فلقد ثبت وبالدليل القاطع أن الروتين الحكومي هو مقبرة المبدعين. غير أن قضية النشر والتأليف لا تتحمل مثل هذا الروتين السقيم.فهناك مؤلفات تحتاج أن تظهر فوراً كي تتواءم مع حدث أو مناسبة معينة، وتأخير نشرها يجردها من أهميتها وينزع عنها ما يُسمي بالمبادرة أو الـ (Momentum)، هو أمر أدرك أنه لا يعني الجل الأكبر من موظفي المطبوعات ولا يشغل بالهم أو يمثل لهم أي أهمية، ومنهم من ينظر إلى أي كتاب يقع بين أيديهم وكأنه كيس رز يحتاج إلى تنقية مما قد يخالطه من شوائب قبل أن يحوله إلى «كبسة» شهية؟!وأعيد هنا طرح اقتراحي الذي أوردته في مقالي (كعب داير) بأن تضاف مادة إلى نظام المطبوعات تنص صراحة على أن من حق الكاتب أن يطبع كتابه إذا لم تُصدر إدارة المطبوعات الترخيص المطلوب خلال شهر دون أي اعتراض من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وإن كنت أرى أن الرقابة على الكاتب والكتاب هي أمر عفى عليه الزمن وأصبح من مخلفات الماضي..nafezah@yahoo.com