قمة نصف العرب !

Abstract

كنت سأحكم على قمة دمشق بالفشل لولا أنني لا أتذكر أن قمة عربية نجحت يوما في معالجة قضايا الأمة العربية أو حل مشكلاتها أو احتواء خلافاتها أو ردم هوة انشقاقاتها ، فالفشل هو عنوان أي قمة عربية و قمة دمشق بكل تأكيد لن تكون الاستثناء!! غير أن ما يميز هذه القمة عن القمم الأخرى رغم قاعدة الفشل الجامعة هو أن الدول المستضيفة في العادة كانت تسعى على الدوام لتحقيق سابقة النجاح فتبذل كل مساعيها لإنجاح قممها ، إلا القمة الأخيرة فقد كانت الدولة المستضيفة تعمل على توفير كل أسباب إفشالها!! وفي قمة دمشق لم يكن الهوى الدمشقي هذه المرة عربيا فكان الفشل حتميا في ظل غياب نصف القادة العرب، وبحساب موازين الثقل السياسي والاقتصادي و الروحي و الثقافي للدول العربية فإن أي اجتماع عربي لا يملك أي فرصة للنجاح في غياب قادة المملكة ومصر والأردن والعراق والمغرب واليمن والبحرين بالإضافة للغياب الكامل للبنان !! وإذا كان غياب بعض القادة العرب تقليديا ، فإن غياب قادة عرفوا بوجدانهم العربي و تسخير جهودهم وأوقاتهم لرص الصف العربي و وحدة الكلمة وخدمة القضايا العربية مثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز و الرئيس حسني مبارك و الرئيس علي عبدالله صالح و الملك عبدالله الثاني والملك حمد بن عيسى أمر لا يمكن إلا أن يكون ذا دلالة سياسية تعكس مأزق قمة دمشق وإشاعة النجاح المزعوم الذي أعلنه المنظمون!! Jehat5@yahoo.com