البيعة القبلة والقبلة

Abstract

هذه المناسبة تأتي إلينا لتعيدنا إلى الفرح وتعيده إلينا، ولأننا جميعاً نحتشد في وطننا ونأنس به ونهرب إليه، فإن الوطن يكبر في دواخلنا كلما استعدناه من خريطة الجغرافيا إلى خريطة الثقافة. من الباب الثقافي سأدخل إلى قبلتي هذه على جبين الوطن لأقول: إن وطننا بمقومات المتعددة والكبيرة على مستويات العقيدة والسياسة والجغرافيا والتاريخ والاقتصاد قادر على أن يحقق أهدافه الكبرى، وأن يتجاوز أفقه المحلي إلى الأفق الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي، وإذا كنا وفق موجهات السياسة وبقيادة اليد الحكيمة قد بلغنا الرشد السياسي الأصيل فإننا وبالقيادة نفسها نستطيع أن نرشد المسيرة الثقافية وأن نكون أماً وقبلة ثقافية لمحيطنا. ابتهجنا كثيراً بالنمو الثقافي الكبير الذي شهدته الثقافة في مساراتها المتعددة في بلادنا، كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة وانتخابات التشكيليين والمسرحيين والأسابيع الثقافية والمهرجانات المتعددة وغيرها، وأخيراً جائزة الدولة التقديرية في الأدب، ومع ذلك تكبر طموحاتنا وآمالنا بقدر إمكاناتنا ورؤانا، ولذا فنحن ننتظر المراكز الثقافية الرئيسية التي تعم الوطن، ونترقب مراكز الأحياء الثقافية، ونحلم بالرعاية القوية للكتاب. ولعل أمنيتي الخاصة في هذا المجال أن نجد مكتباتنا الكبرى (وبخاصة مكتبة الملك عبدالعزيز) تمتد لتشمل الوطن بفروعها وأنشطتها، وأن يتحول النشاط الصحفي إلى أضعافه، وأن نصبح بلد العشرين صحيفة بدلاً من السبع، كما أصبح شأننا قريباً من ذلك في نطاق التعليم العالي.