وطنيون بإمتياز

Abstract

لفت انتباهي الإعلان الذي نشر في هذه الجريدة على صفحة كاملة يوم الأحد الماضي، ومفاده تبرع أسرة الراجحي بخمسين مليون ريال وقفا لدعم الأبحاث العلمية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وذلك عقب ساعات فقط من رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) حفل افتتاح مشاريع المرحلة الأولى من تطوير المدينة الجامعية بالجامعة ووضع حجر الأساس لمشاريع المرحلة الثانية وإطلاق مجموعة من مبادرات الجامعة الإستراتيجية. مغزى الإعلان ليس في حجم التبرع وليس في نوعيته، لكنه في الرسالة التي يؤكد بها بعض رجال الأعمال والأسر الميسورة أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ومن هذا الكيان الكبير الذي ننضوي تحت رايته، كما أنه أيضا يعبر عن إدراك رجال الأعمال لأهمية المساهمة في دعم الأبحاث العلمية ومساعدة الجامعات الحكومية على الارتقاء بمستواها العلمي، للدرجة التي جعلت معالي مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان يؤكد على السعي لأن يكون لدى جامعة الملك فهد (واحد من أفضل خمسة برامج في العالم في هندسة البترول ومركز عالمي لبحوث المياه والتحلية وان تكون الجامعة قائدة في أبحاث البترول والغاز والبتروكيماويات والطاقة وان تتعدى التميز في المنطقة إلى مصاف الجامعات العالمية). تبرع أسرة الراجحي بهذا المبلغ الضخم ولجامعة حكومية كوقف، يدلل على الوعي بأهمية الرسالة العلمية، ويدلل أيضا على أن نظرة البعض إلى رجال الأعمال على أنهم مجرد جيوب تبحث عن الربح خاطئة تماما، ونحمد الله سبحانه وتعالى على أن لدينا مثل هذه النوعية التي تتبنى برامج اجتماعية وخيرية هادفة، ويستحقون معها كل تقدير واحترام. كلنا نشير بإعجاب إلى مبادرة صندوق عبداللطيف جميل التي تقوم على تشجيع العمل وتدريب الأيدي العاملة الوطنية، وكلنا نشير بنفس الإعجاب إلى مبادرات رجال أعمال آخرين أسسوا مراكز طبية لخدمة المرضى ومنهم مثلاً مركز البابطين لجراحة القلب بالدمام وغيره. إن التكريم الذي حظي به رجال أعمال مثل عبدالرحمن الراجحي وعائلته ومحمد حسين العمودي وعبدالله بقشان ومجموعة بن لادن السعودية ومجموعة الزامل القابضة ومجموعة شركات عبدالقادر المهيدب واولاده، من لدن خادم الحرمين الشريفين شخصيا على دعمهم للجامعة يعني في النهاية أن كل الأعمال التي تدعم خدمة المجتمع سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الاجتماعي لا تذهب سدى، وأن كل هذه الجهود الطوعية والخيرية هي محل تقدير وامتنان من قبل القيادة الرشيدة ومن قبلنا نحن المواطنين. يبقى دورنا كإعلاميين ووسائل إعلام أن نتفاعل مع هذه الجهود، ونلقي أضواء الامتنان لتشجيع رجال الأعمال على مساهماتهم الوطنية كقدوة لنا جميعا وكنوع من إثبات الحس الوطني بامتياز. Fatimaaq1@yahoo.com