بادلوه الحب... بالحب

Abstract

أربع سنوات من القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - والمملكة تسجل انجازات شاملة غطت كل الآفاق وعلى مختلف المستويات والأهداف والمرتكزات القادرة على حمل المستقبل، وهذه الانجازات أكدت أن المقولة الملكية الكريمة بأن الاستثمار في الانسان هو الطريق للانتقال بالوطن الى ذرا ومقامات أعلى مضمونة ومأمونة بإذن الله تعالى.. فما تأكيده الدائم - رعاه الله - على الترابط الكبير بين قيادة وشعب المملكة، وعلى اعتزازه بذلك الترابط كقوله: «أنا لولا شعبي لا شيء.. أنا فرد» الا اثبات بان علاقته بمواطنيه تعكس صورة نادرة في عمق الانتماء وصدق الولاء. فخادم الحرمين الشريفين يقرن القول بالعمل ولا يترك الأمور للمصادفة او يخضعها لأي اعتبار آخر غير مصلحة الوطن والمواطن، اذ يحتل تحسين مستوى معيشة المواطنين الجزء الأكبر من جهد وتفكير خادم الحرمين الشريفين اذ يتلمس حاجات مواطنيه ويتابعها بنفسه في كل زيارة يقوم بها الى انحاء الوطن كافة.. الواقع أن هذه الرؤية تأتي تأكيدا للبعد الإنساني في الفكر السياسي للملك عبدالله من جهة، ولعمق ومدى إيمانه بقيمة الذات البشرية وما لها من حقوق على محيطها المباشر ثم على الدولة، فخير ورفاهية المواطن بالنسبة له لا يمكن ان يكونا منقوصين او مجزأين او مرتبطين بظرف او مكان او زمان. لا يؤمن الملك عبد الله بالتقدم البطيء، بل نراه يقود المسيرة برؤاه ومشاريعه، حريصا على التنمية، يباشرها بنفسه، منطلقا بأقصى سرعة، لتلحق به أجهزة الدولة ومؤسساتها، ما يدفعه إلى معاودة الكرة بزياراته التفقدية لمناطق المملكة ومحافظاتها اذ يلتقي بالمواطنين ويبحث حاجاتهم ويستمع الى مطالبهم مباشرة.. ليطلع بنفسه على الجهود المبذولة من أجهزة الدولة لخدمة المواطنين. امتاز عهد الملك عبد الله بأنه أثار تيارا اصلاحيا داخليا، فالمملكة بقيادته الحكيمة تقود عملية اصلاح منهجية هادئة، لاحداث التغيير التدريجي الذي يراعي الاسس المجتمعية ولا ينقلب عليها، ويتوازى مع استراتيجيات التحديث المطلوب دون تخلٍ عن الأصول والمبادئ.. فالتعديل او التغيير - كالتغييرات الوزارية التي جرت أخيرا - ما هو الا دليل على قوة الدولة وقدرتها وديناميكيتها، واثبات لايمان قيادتها بالكفاءات القادرة على العطاء المميز خدمة للوطن والمواطن. فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحدد ملامح المرحلة المقبلة بوضوح وصراحة خصوصا لجهة استمرارية العمل على برامج التحديث والإصلاح والتنمية بعنوانها الأساسي: الشأن الاقتصادي والاجتماعي.. وها هو وطننا يحقق خلال عهده الميمون، نهضة وارفة الظلال في الميادين كافة، فحفلت مسيرته بالحكمة والانجازات والتنمية المتوازنة الشاملة المستدامة في وسط عالم متسارع اصبح بمثابة القرية الكونية، لا يعترف بغير التقدم والعلم والمعرفة. وها هي المملكة اليوم تحقق انجازات فريدة في الاصلاح القضائي، والاداري، والتعليمي، والصحي، والاقتصادي، وتوسيع دائرة الاستثمار، وفي رفع مستوى المعيشة للمواطن، واستقطاب وتوظيف الكفاءات النسوية، ومحاربة الفقر والبطالة، والاهتمام الكبير بتطوير التعليم العام والعالي الذي غدا شغله الشاغل لايمانه بأهمية التعليم المتطور والحديث، في ضمان مستقبل مواطنيه. اننا لابد من ان نثمن منجزنا والجهود التي تبذل في كل يوم لترسيخه والبناء عليه، فقصة مسيرة النجاح الذي حققته بلادنا بقيادة ابي متعب، لابد ان نفخر على الدوام بروايتها.. تكريسا لها.. وتشجيعا على تكرارها.. عاما بعد عام.. فهذه المشاريع التنموية الكبرى التي تستكمل اليوم محدثة فرقا في النمو الاقتصادي والاجتماعي، نوعا وكما، توجب علينا دائما ان نوجد لها مساحات من التثمين والتقدير.. تماما كما فعل فريق عمل اوبريت الجنادرية الاخير «وطن الشموس» الذي قال لنا ان الملك عبد الله إنسان مكتمل الإنسانية قلبه عامر بحبكم.. فبادلوه حبا بحب واخلاصا باخلاص ووفاء بوفاء. اسأل الله تعالى أن يحفظ لهذه الامة قيادتها الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظهما الله - وان يعين عضدهما الأمير نايف بن عبد العزيز على ما تحمله من مسؤوليات جسام.. ويديم علينا الأمن والأمان. * أكاديمي متخصص في الإدارة والعلاقات الدولية، حاصل على أول رسالة دكتوراة باسم الملك عبد الله بن عبد العزيز