الرياض .. ملتقى الاقتصاديين

Abstract

هل بدأت مدينة الرياض في استعادة مركزها الاقتصادي الفاعل الذي كادت تفقده لسنوات عديدة على الرغم من المقومات الأساسية التي تمتاز بها عن معظم العواصم الخليجية، إن لم تكن جميعها.. أم تراها احتجت على تناسي الاقتصاديين السعوديين لدورها القيادي فأبت إلا أن تسجل موقفاً مما يجري حولها، فنادت أبناءها المخلصين أن يعيدوا لها عالمها الذي صنعته فنسبه بعض أبنائها إلى سواها من المدن الخليجية؟! سنوات عديدة وهي تنظر نحو الأفق فترى المنتديات الاقتصاديه والمعارض الدولية والصفقات الخيالية تتم خارج حدودها في وقت تتحمل فيه دفع رسومها وتكاليفها وتسهم في إنجاحها بسواعد أبنائها. معادلة مقلوبة لا يمكن القبول بها أو السكوت عليها؛ لكنها قبلت بها على مضض من أجل رضا أبنائها فلعلهم يرجعون يوماً وهم نادمون على تقصيرهم!! الرياض المدينة، ترفض أن تستخدم كلمة (العقوق) كباقي الأمهات الحانيات على أبنائهن ولكنها تستخدم كثيراً كلمة النسيان تجاوزاً وتلطفاً. ذلك النسيان هو الذي قاد كثيراً من المستثمرين السعوديين إلى خارج الحدود باستثمارات ضخمة تقدر بعشرات المليارات في بعض الصفقات الفردية، وهو الذي قاد البعض نحو إعمار الدول الأخرى وتحقيق الرفاهية لشعوبها في الوقت الذي يتناسون فيه أخواتهم وإخوانهم الذين يبحث بعضهم عن الكفاف لا عن الرفاهية. النسيان هو الذي قاد بعض أبنائها إلى التلويح والتهديد بنقل استثماراتهم خارج الحدود لمجرد اختلاف وجهات النظر مع أخيهم الأكبر المسئول عن ترتيب أوضاع بيت العمل الداخلي والذي يناضل من أجل توفير وظيفة يقتات منها إخوانهم !! ذلك هو النسيان في قاموس قلب المملكة الحاني وعاصمتها الرياض لكنه العقوق بعينه كما يراه المنصفون!! الرياض بدأت تحلم بما نالته شقيقاتها الصغيرات من أبنائها البررة، فنادتهم ولعلهم استجابوا لها بغريزة الإنماء لا بجاذبية الإغراء!!. فنالت بعضاً مما تستحق، وما زال قليلاً لا يذكر ولعله يكون القطر الذي يسبق الغيث بإذن الله. ثلاثة منتديات متتالية شهدتها الرياض في الأسابيع الأخيرة تجعلنا نقف احتراماً لكل من سعى في ترتيبها وإظهارها للعلن. كم هو جميل تردد اسم الرياض ومنتدياتنا الاقتصاديه في النشرات العالمية وكم هو جميل أن نستقبل الاقتصاديين وأصحاب المال والأعمال على أرضهم التي اشتاقت للقائهم. إنه الرجوع إلى الصواب فالبناء يبدأ من الداخل والأعمار يشيد على القواعد الصلبة،....