بياع الجبن يستعين بـ حمدة ضد الصحافيين والمرتشين والمخربين الماليين

Abstract

بياع الجبن يستعين بـ حمدة ضد الصحافيين والمرتشين والمخربين الماليينسعود التويم من جدة حينما اعتمر الدكتور غازي القصيبي وزير العمل أمس كوفية ومريلة البائع لرعاية احتفال المعهد السعودي للبيع والتجزئة في هايبر بنده في روشان مول في جدة البارحة الأولى كانت السيدة حمدة تراقب الوزير من أقصى المركز التجاري بعيون حقنتها الدموع.. تتابع بالدعاء ذاك الوزير الذي أنقذها وأبناءها من الفقر إلى العيش الكريم. حمدة.. أم لأربعة صبيان وفتاتين تسربوا من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية من أب رحل عن الدنيا مبكرا، لكنهم اليوم عاملون بشرف منهم البائع والسائق وجرسون المطعم، ورابع أرغمه أشقاؤه على العودة إلى صفوف المدرسة الثانوية بعد ثلاث سنوات من الضياع، وفتاتان دون عمل حُملت على ظهر القصيبي ضمن قائمة العاطلين عن العمل في السعودية. كان لسان حمدة يتوهج بسؤال واحد للوزير القصيبي هل حقا أنك كنت تعرف شيئاً عن حالنا؟! بعد مراسم حفلة التصوير والتدشين والخطابات أجاب الوزير على سؤال حمدة قائلا: بفخر أيتها السيدة الكريمة أبناؤك اليوم هم اشرف الرجال وليس أصحاب مهن دنيوية ذلك الوصف الصحافي الذي استهل به القصيبي استجداءه للإعلاميين برقي وصف المهن الحرة في التقارير الصحافية، ليعلن بصوت عال وسط تصفيق حار من كل الحضور أن أصحاب المهن الدنيوية هم المرتشون والقائمون على إدارة الثروات والأموال في البنوك وإدارات الشركات ومن الذين دمروا اقتصادات العالم هم أصحاب المهن الدنيوية. وقف صاحب المعالي أمس بلباس البياع يصطحب معه الوزير والتاجر وابن التاجر في زي موحد. يبيع الجبن والزيتون للمتسوقين، وقبل ذلك بأسبوع فقط كان يقطع الخضار والسلطات ويعمل جرسونا في مطعم، نفذ طلب عصام صباحي وزوجته وأطفاله بطلب المكدوس والزيتون والجبن الأبيض وحيا أبناء صباحي وزوجته، وزير العمل وبياع الجبن في نظرة عفوية كيف يكون الوزير بياع جبن وزيتون. وبعد أن هم بالخروج لاستكمال جولة الحفل قبل الشاب فهد سالم رأس الوزير القصيبي تقديرا واحتراما لأب كريم احتضنه بقوة القانون وحق المواطن بالعمل في وطنه. ذاق غازي القصيبي اليتم كما ذاقه أبناء حمدة، لكن الفرق بين زمن غازي آنذاك وأبناء حمدة في هذا الزمان، أن خروج غازي القصيبي للشارع آنذاك أرفع بألف درجة من خروج أبناء حمدة إلى شارع اليوم دون عمل. ففي منتصف الأربعينيات الميلادية كان الشارع كما المدرسة والمسجد مدرسة للتربية. لكن الشارع اليوم لم يعد يربي بل يزيد من الضياع، فبعض الطرقات مرتع للمروجين واللصوص. في عام 2004 تورط ثلاثة أحداث من أصدقاء أبناء حمدة في قضايا صغيرة بسبب البطالة، لكن القصيبي الذي أقسم بعد هذا الحدث بعام أمام خادم الحرمين الشريفين، أن يكون مخلصا لمليكه ووطنه في وزارة العمل، أكرم بوفائه وإخلاصه أبناء حمدة وأقرانهم وكل السعوديين في القرى والمدن من العاطلين بعد احتواء بطالتهم رغم أنف كل التجار مهما كانت قساوتهم عليه في المجالس. فرضى ولي الأمر ودعوة من سيدة فقيرة إلى السماء عنده أكبر من رضى كل التجار والهوامير.