محاربة الكوادر

Abstract

مقال من جريدة الشرق بقلم احمد المهندي وهو عبارة عن شكوى للسيدة الفاضلة نيلة بنت عبدالله المسند التي تعمل في الطب النفسي التابع لمؤسسة حمد لايزال مسلسل محاربة الكوادر القطرية مستمراً في وزارات ومؤسسات الدولة ويتضح دوره البارز في كل يوم وتحت مرآى الآلاف من القطريين زملائهم في العمل وللأسف هذا المسلسل ضحاياه هم أبطاله وجلادوه المشتركون في البطولة دون منازع أو محاسبة والكومبارس هم مئات الآلاف من القاطنين على هذه الأرض الطيبة للأسف.. نعم لا يزال القطري يكيد لأخيه القطري ولا يزال يخشى ويحرص على الخواجة وعلى غير القطري حتى ولو كان على حساب ابن بلده.. نحن في القرن الواحد والعشرين وبعد أن اعتقدنا بأننا تخطينا فترة الستينيات والسبعينيات من الواسطة والمحسوبية وقلة عدد المتعلمين من القطريين، مما دفعنا للاستعانة بغيرهم تعود علينا من جديد ما تسمى عقدة الخواجة وتطلع لنا الموضة الجديدة في حق القطري وهي اما ان نحاربك أو نسلبك كل حقوقك أو بكل بساطة مت قاعد ولو كنت في ريعان الشباب ونضرب عرض الحائط بكل طموحاتك وخبراتك وشهاداتك، فإما أن تكون في صفنا وتنفذ ما نريد أو تهمش وتحارب حتى تجد المصير الموعود بشكل قانوني يعرفونه جيداً. (وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت). أنقل لكم اليوم إحدى حلقات هذا المسلسل المحلي قطرية طموحة تعمل في مؤسسة حمد الطبية بكل خبرة واقتدار منذ فترة طويلة في أحد الأقسام الطبية المهمة وترأس وحدة خدمية حساسة هي من ساهم في تأسيسها ويشهد لها جميع زملائها بالكفاءة في العمل والتميز، إنها السيدة نيله بنت عبدالله المسند. قد لا يعرفها إلا قليل من الناس ولكن بصماتها واضحة للكثير، خاصة المرضى وبعض ذويهم ويعرفها بكل فخر واعتزاز جميع زملائها من الأطباء والاختصاصيين. بعد كل ما تبذله من جهد طموح في رسم صورة مشرقة عن بلدها تجد العقبات الواحدة تلو الأخرى من قبل رؤسائها وعدم تجاوب إدارة المؤسسة لنداءاتها المتكررة، وتتلخص مشكلتها بعدم تعاون رئيستها المباشرة معها وتتخطى كل القوانين الموضوعة مسبقاً بعمل الوحدة الخاصة بها ولا تهتم رئيسة القسم برأيها وتنفذ ما تريد دون حتى التشاور معها والأمثلة على ذلك كثيرة وسأكتفي بمثال واحد. تم تعيين موظفة أجنبية كانت السيدة نيله قد أبدت عدم موافقتها على تعيينها بسبب قلة خبرتها وأن شهاداتها غير مطابقة للوظيفة المطلوبة وحيث إنها هي المسؤولة عن الوحدة فهي أدرى من غيرها بطبيعة العمل فيها وان التعيين لا يتم إلا بتوقيعين من رئيسة الوحدة ورئيسة القسم حسب الأنظمة المعمول بها لديهم تفاجأ بأن هذه الموظفة الأجنبية تعطى درجة عالية وتوظف دون علمها وأي اهتمام برأيها مما يصيبها بشيء من الإحراج ولا يخدم مصلحة العمل نهائيا لأن المعايير الموضوعة للوظيفة بعد اجتياز عامل الخبرة والشهادات المناسبة أن تكون عربية وهي أقرب للتفاهم مع المرضى حسب الاحصائيات التي تفيد بأن أغلب المترددين على مراجعة هذا القسم الحساس هم عرب!! وإن كانت هناك قلة من الأجانب، فلله الحمد جميع الاختصاصيين والأطباء يستطيعون التحدث باللغة الانجليزية ولا تفهم الموظفة الأجنبية عادات وتقاليد البلد وذلك متطلب ضروري للعمل في هذا القسم، هذا وغير ذلك من السياسات المتضاربة لدرجة أن تكون موظفة في الوحدة تتبع رئيسة القسم مباشرة أو أن توجد وحدة أخرى داخل نفس الوحدة مما يجعل العمل في الوحدة في تشتت وينعكس ذلك على جميع العاملين فيه، مما قد يؤدي إلى عرقلة الخدمة المقدمة للمرضى بشكل عام. وقد قامت بإرسال عدة خطابات لأصحاب القرار بالمؤسسة تشرح فيها وجهة نظرها والتجاوزات التي تحصل في وحدتها ولكنها حتى الآن لم تتوصل إلى أي نتيجة من شأنها تنهي معاناتها وتساهم في تطوير العمل والذي من شأنه يؤدي إلى المصلحة العامة. فإلى متى سيظل القطريون يحاربون القطريين ولا يكترثون بهم بدافع الغيرة والحسد وينصب اهتمامهم على موالاة الأجانب والاستماتة من أجلهم؟! أين التقطير ولجانه؟! متى سنشجع القطري ونأخذ بيده؟! لماذا نجعله يعيش في أزمات وإحباطات وحرقة أعصاب في عمله وفي بلده. موضوع السيدة نيلة بنت عبدالله المسند يحتاج لتحقيق فوري من الجهات المختصة وأن تعود جميع الأمور إلى نصابها الصحيح وجميع الأوراق الثبوتية التي تخص هذا الموضوع موجودة لديّ لأي استفسار. وأتمنى أن ينتهي هذا المسلسل لجميع أبناء وبنات قطر الذين يواجهون مثل هذه الإحباطات المتكررة وأن نركز ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق رؤية سمو الأمير حفظه الله بالاستثمار في الإنسان القطري الذي هو عماد هذا الوطن، فإن لم يعمل القطري بكل حب وإخلاص في وطنه، فأين يمكنه أن يعمل؟! منقول للعلم الرد مع إقتباس