المطالب الأربعة

Abstract

الثلاثاء, 27 يناير 2009أ.د. سالم بن أحمد سحابفي اليوم الذي تلا تنصيب باراك حسين أوباما رئيساً جديداً للولايات المتحدة سارعت ثلاث منظمات أمريكية (مهتمة بالشأن الإسلامي والقضية الفلسطينية) بإرسال خطاب موحد إلى فخامته موضحة فيه قلقها العميق من الانحياز الأمريكي لإسرائيل مما يفقدها مصداقية الوسيط النزيه، وشارحة مدى استفحال آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية في ضرب المدنيين العزل في غزة في حرب غير متكافئة إطلاقاً بين رابع أقوى جيش في العالم ومقاومة لا تملك شيئاً من المؤسسات النظامية العسكرية.وبعد المقدمة اقترحت المنظمات الثلاث عدة توصيات على الرئيس، أذكرها باختصار:1- إنهاء الحصار الطويل على غزة والسماح بالمساعدات الإنسانية للوصول إليها، مذكرين بالحصار الذي بدأ فعلاً في يناير 2006م، وبالرغم من التهدئة التي وُقعت في يونيو الماضي، إلا أن إسرائيل لم تحترم منه شيئاً.2- المطالبة بالتزام إسرائيل للقانون الدولي، وإصرارها على عدم الامتثال لكل القرارات الدولية، ومنها قرارات مجلس الأمن، 242، 446، وأخيراً 1860.3- المطالبة بوقف لإطلاق دائم للنار تحترمه جميع الأطراف.4- إعادة النظر في الدعم المالي السنوي المقدم لإسرائيل، والذي يبلغ 3 مليارات سنوياً عدا المساعدات العسكرية المتواصلة، ومنها أسلحة محرمة دولياً.هذه 4 مطالب قد تشكل سقف الحد الأدنى، التي تلائم العقلية الأمريكية التي ظلت ولا تزال رهينة الهيمنة الصهيونية على السياسة الأمريكية الشرق أوسطية. الدرس إذاً هو توحيد المطالب وتوحيد القوى المطالبة، وحتى المطالب وإن كانت دون المأمول إلا إن توقف الإدارة الأمريكية عندها وتنفيذ ما جاء فيها هو في حد ذاته إنجاز بمقاييس الساعة.أما الدرس المأمول استيعابه من قبلنا نحن العرب، فهو توحيد المواقف كذلك وتوحيد المطالب. لتكن فلسطين مطلبنا الوحيد في هذه المرحلة، ولننسى المساعدات المالية أو الاقتصادية أو العسكرية التي سرعان ما تتلاشى عوائدها، وتبقى القضية الأم طعنة في خاصرة الأمة بسبب ضعفنا وتشتت مواقفنا مما أضاع هيبتنا ومكانتنا طبقا لتشخيص الحال التي ذكرها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الأخيرة.ربما كانت هذه الإدارة الأمريكية الجديدة خير فرصة لنا لنفعل شيئاً ذا بال.