كلمة من صميم ريادتنا
التاريخ
2009-01-22التاريخ الهجرى
14300125المؤلف
الخلاصة
ما زلت أتذكر ما قاله لي أحد أرفع المحللين السياسيين العرب قبل سنوات وأنا أحاوره، بأن أي مدافع عن سياسة المملكة لا يجد عناء كبيرا في تحليلها والحديث عنها، واستشراف ما سنفعله نتيجة صراحتها وتوازنها. لأنها تنبع من صميم ريادتها العربية والإسلامية، وتراها تعمل بصمت وروية وهدوء، وتعامل الجميع بكل عدل وحدب كما الأخ الأكبر دوما، ولكن عندما يتجاوز الأمر إلى أبعد مما يحتمله الوضع، تبادر بثقلها كي تعود الأمور إلى طريقها الصحيح. حديث هذا السياسي انبثق من ذاكرتي وأنا أتابع كلمة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت، فبعدما فقدت الشعوب العربية الأمل في وفاق ووحدة كلمة، أمام الانقسام والتشرذم السياسي العربي الذي صاحب العدوان على غزة، بحيث لو أجري أي استطلاع رأي في الشارع العربي، لرأت الأكثرية أن لا أمل أبدا، وأن القمة ستكرس الانقسام والفرقة، وأن العرب إلى مزيد من الضياع والتيه. في مثل هذه الظروف القاتمة، ينبجس عبر هذه الأرض الجدباء، والنفسيات المحبطة حد اليأس، أولئك القادة العظام، ليغيروا الوضع من النقيض إلى النقيض، ويعيدوا الأمل إلى أمة مقهورة محطمة. فكانت تلك الكلمة الصريحة العفوية من لدن خادم الحرمين الشريفين وقد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، ويعترف قائدنا التاريخي بكل صدق ومسؤولية عن سبب هذا الإحباط واليأس، بكلمات لا يقولها إلا من يتسنم موقع الريادة، نقول ذلك لا للتمجيد والبوربغندا الإعلامية، بل لأن ذلك القائد يستحق أن نشد من أزره، وأن نصطف خلفه، ونعاونه في رؤاه وتطلعاته لغد الأمة، وتأملوا أيها السادة، بكل تجرد هذه الكلمات التي قالها يحفظه الله وتلمسوا صدقها وعفويتها وحدبها على هذا الوطن العربي الكبير.. إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا وعن الضعف الذي هدد تضامننا، أقول هذا ولا أستثني أحدا منا، لقد مضى الذي مضى واليوم أناشدكم بالله جل جلاله ثم باسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، باسم الدم المسفوح ظلما وعدوانا على أرضنا في فلسطين المحتلة الغالية، باسم الكرامة والإباء، باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس أناشدكم ونفسي أن نكون أكبر من جراحنا وأن نسمو على خلافاتنا وأن نهزم ظنون أعدائنا بنا ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ وتفخر به أمتنا. يبقى وإن تبدى الشرفاء في هذه المحنة الأليمة لإخوتنا في غزة، بجانبها السياسي، فلا بد من الإشادة والإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبه الإعلام، وخصوصا في جانبه الفضائي، وثمة إجماع شبه كامل على أداء قناة (الجزيرة) والقنوات الإسلامية وخصوصا قناة (المجد) وقناة (دليل) الواعدة، مع بضع قنوات كرسوا أوقات بثهم بالكامل لنقل هذه المحرقة مباشرة للعالم بأسره، والذي تضامن الأحرار فيه مع إخوتنا. ولا أنسى مئات المواقع على ساحة الإنترنت، والتي يتعاظم دورها يوما بعد يوم، حيث إن الفرد العربي بات يترجم مشاعره وعواطفه عبر مواقف إيجابية، فبدلا من سكب العبرات والدعاء فقط كما في الأزمنة الماضيات، بتنا -وخصوصا الشباب من الأجيال الجديدة- أكثر تفاعلية، واستثمارا لتقنيات الاتصال، فشهدنا ملايين الرسائل التي تجوب البرد الإلكترونية، للتعريف بهذه المجزرة، فيما أمطر هؤلاء الفتية جمعيات حقوق الإنسان في العالم، والمحاكم الدولية تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب. تحية لشعب فلسطين الصامد، وتحية لكل أولئك الأبطال في غزة الذين أبانوا أن الأمة لم تمت، وبقي عليهم الآن المعركة الأصعب، في اتحاد الصف، والمحافظة على مكاسب النصر، وتلك لعمر الله المرحلة الأخطر. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 125 مسافة ثم الرسالة
الرابط
كلمة من صميم ريادتناالمصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
496787النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15489المؤلف
عبدالعزيز محمد قاسمتاريخ النشر
20090122الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين