الجنوب افريقيين من أوائل المستثمرين الأجانب اهتماما بهذا القطاع المملكة تراهن على قطاع صناعة التعدين دخل ثان بعد البترول

Abstract

تراهن المملكة على قطاع صناعة التعدين كمصدر دخل آخر، لايقل أهمية عن قطاع صناعة النفط والغاز، وكمصدر طبيعي لقيام ونمو عدد من الصناعات التحويلية الهامة. وتحتوي منطقة الجلاميد شمال المملكة على احتياطي كبير من خام الفوسفات يزيد عن 1000مليون طن، وهو من أكبر المصادر الطبيعية بعد البترول والغاز ويمكن من قيام صناعة للأسمدة الفوسفاتية تستمر لأكثر من 100سنة. ومنذ إقرار مجلس الوزراء بنهاية عام 2004م نظام الاستثمار التعديني، والذي جرى إعدادة ضمن السياسات الاقتصادية التي تقوم بها الدولة، ويهدف إلى استغلال موارد المملكة بشكل أمثل وسيكون له أثر إيجابي كبير على نمو صناعة التعدين بالمملكة، تسارعت الخطوات العملية لإدخاله حيز التنفيذ. وصدر النظام نتيجة عمل استمر لأكثر من ثلاث سنوات تم خلالها استعراض مشاكل التعدين في المملكة والفرص المتاحة من استغلا الثروات المعدنية كما تم الإطلاع على أنظمة وتجارب العديد من الدول التي تملك صناعات تعدينية متقدمة. استعانت وزارة البترول والثروة المعدنية بمرئيات ومساهمات الأجهزة الحكومية والقطاع السعودي الخاص المستثمر والمستفيد من الثروات المعدنية وكذلك من الخبرات العالمية. وكان من أهم تلك الخطوات عقد المؤتمر العربي التاسع للتعدين في مدينة جدة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وترأس أعمال المؤتمر معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي. وساهمت تلك الخطوات بجذب الاهتمام المحلي والعالمي إلى قطاع التعدين، وكانت الشركات الجنوب أفريقية من أوائل الشركات الأجنبية التي أبدت رغبتها الاستثمار في هذا القطاع. وزار المملكة وفد تجاري جنوب أفريقي، والتقى مع رجال الأعمال السعوديين، الذين أكدوا لهم بأن هناك فرصاً متميزة متاحة للشركات من جنوب أفريقيا للمشاركة في هذه المشاريع التنموية خاصة في مجال التعدين في الذهب للخبرات الواسعة التي تميزت بها جنوب أفريقيا كأكبر مصدر للذهب على نطاق العالم. وبينوا لهم بأن الاستثمار في المملكة الآن أفضل من الماضي بعد تعديل قوانين الاستثمار والتي أعطت مميزات إضافية، شملت تخفيض الضريبة على أرباح الشركات الأجنبية من 45بالمائة إلى 20بالمائة فقط، مع إمكانية دخول الشركات بنسبة 100بالمائة دون الحاجة إلى شريك محلي، وتوحيد معاملة الشركات الأجنبية مع المحلية، وتقديم تسهيلات من صندوق التنمية الصناعية. وعلى الصعيد المحلي قامت شركة معادن بإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية لتطوير مشروع منطقة الجلاميد شمال المملكة، والذي يحتوي على احتياطي كبير من خام الفوسفات، بمشاركة القطاع الخاص المحلي والأجنبي لإنتاج 2.9مليون طن سنوياً من الأسمدة الفوسفاتية بغرض تصديرها لتلبية الطلب المتزايد عالمياً على هذا النوع من الأسمدة. كما قامت الشركة بإعداد الدراسات الفنية والجدوى الاقتصادية لمنطقة الزبيرة التي تحتوي على 250مليون طن من خام البوكسايت الذي يستخدم كلقيم لإنتاج الألمنيوم، وتشمل دراسات الشركة قيام صناعة متكاملة ابتداء بالتعدين واستخراج 3ملايين طن سنوياً من خام البوكسايت لإنتاج 1.5مليون طن سنوياً من مادة الألومينا والتي ستستخدم لإنتاج 750ألف طن سنوياً من الألمنيوم، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الألمنيوم في منطقة الشرق الأوسط. كما تحتوي منطقة الزبيرة خام الكاولين الذي يستخدم في صناعة السيراميك والإسمنت وصناعات أخرى مختلفة، حيث تقوم الشركة بالتحليل والدراسات الفنية لإنتاج مادة الكاولين بالمواصفات الفنية التي تتطلبها هذه الصناعات.