الحروف الهجائية تشاركك نبض حبك يا وطن

Abstract

الحروف الهجائية تشاركك نبض حبك يا وطن وسيلة محمود الحلبي أتيت يحملني عبر المدى قبسٌ معطر بالشذا الفواح فتانُ على جناحين ميمونين حفهما من مهبط الوحي والتنزيل إيمانُ ومن عشيات نجدٍ مستطاب صبا ريّاه شيحٌ وقيصومٌ وريحانُ وعشت والدرب تاريخ صحائفه عز وأسطره للمجد تيجانُ يفوح من سيرة الهادي وشرعته عطراً نسائمه عدلٌ وإحسانُ وسرتُ جيلاً فجيلاً ما اختفى علمٌ إلا بدا من به الأعلام تزدانُ وانشق من كبد الصحراء فارسها يحدو فتنقاد أبطالٌ وفرسانُ ويرفع الراية الخضراء موحده فتستجيب ربى عطشى ووديان وتنتشي طرباً نجدٌ معانقة للساحلين وتبدي الحب نجران مرابع رحبات المسجدين لها تاج يتيه به فخراً وعنوان اليوم تشرئب الأعناق، وتغرر العيون بالفرح العارم لذكرى اليوم الوطني، هذا اليوم الذي تعانق فيها الجغرافيا التاريخ، بيد أن المقوم الأساسي الذي تقوم عليه هذه البلاد وتتفاخر به أمام الأوطان يقوم على عنصرين أساسيين هما الوحدة والأمن، فذكرى اليوم الوطني للمملكة تمثل تجربة رائدة من تجارب الوحدة والبناء والاستقرار، وتؤكد على استمرارية الدور الحضاري الفاعل الذي بدأه موحد هذا الكيان الكبير وأكمل مسيرته المظفرة أشباله الميامين الذين حافظوا على خطواته الحكيمة ومبادئه القويمة وتطلعاته الصائبة المستمدة من الكتاب والسنة. فاليوم الوطني السعودي فرصة لقراءة جيدة للإنجاز الضخم والتاريخ الضخم، ففي هذا اليوم تركض بنا ساعات الزمن في تفاصيل تجربة لا يسعها فضاء العالم كله، تركض بنا في مساحات شاسعة من الحلم الممتد بحجم الصحراء التي تحتوينا. في هذا اليوم (تحديداً) ولد الحلم الكبير داخل عبد العزيز، ذلك الحلم الذي تجاوز به أبناء هذه الصحراء حالة الفرقة والشتات والنزاعات القبلية، فلم يكن من السهل صناعة وطن محرر، ولكونه - طيب الله ثراه - كان على يقين بعقيدته الراسخة وبعد نظره بأن صناعة وطن تنصهر فيه كل الكيانات يستلزم حنكة وفلسفة بحجم البراعة العسكرية نفسها، وأدرك أنه لا بد من تحرير الإنسان من عوالم التخبط والتنكل والصراعات، لذلك سعى إلى تجسيد مفهوم القيادة المتوازن في كل مرحلة من مراحل صناعة وطن اليوم والغد والمستقبل، فأصبح الانتماء للوطن هو الشعار للتوحيد، فما أروع قول أحد الشعراء حين قال: هللي أرض الجزيرة هللي واستجيبي لكل ديرة هللي شيخنا شيخ العشيرة قادنا بهذه المسيرة هللي هذا هو عبد العزيز بأمر مولانا العزيز هللي أرض الجزيرة هللي ففي ذكرى اليوم الوطني تتوارد الصور عن مسيرة شعب وقائد فذ اتخذ مكانته بجدارة في صفحات التاريخ، وفي الأذهان دائما ذلك الإنجاز الكبير المتمثل في توحيد المملكة وبدء مسيرتها العملاقة نحو آفاق البناء والنمو والفاعلية الإقليمية والدولية والريادة للعالم العربي والإسلامي، ولأن ذلك الإنجاز تحقق بالكثير من الجهد والتضحيات والدماء فإن الحفاظ عليه بل والإضافة له والانطلاق نحو المستقبل استدعى استمرار العمل بنفس الوتيرة، وإن اختلفت الظروف والمعطيات، فقد كانت لمرحلة توحيد المملكة ظروفها وأوضاعها التي تختلف عما تلاها من مراحل خاصة، وإن انطلاقة عبد العزيز الأولى كانت بأربعين فارسا يعززهم إيمان قوي بالله وقناعات راسخة بضرورة كسب المعركة بل عدة معارك فيما باتت المملكة اليوم قوة إقليمية تتوافر فيها كل مقومات الدولة الحديثة، ورغم اختلاف الظروف إلا أن الإصرار على المضي قدما بتطوير المملكة لم يختلف منذ عهد الملك عبد العزيز لأن أبناءه البررة أكدوا على الثوابت التي كانت تثري على الدوام إنجازه العملاق، فالربط بين الماضي والحاضر هو أحد الروافد الهامة لجعل هذه التجربة العملاقة حية على الدوام، وبذلك نرى أن الإرث النضالي للبطل الملك عبد العزيز هو بمثابة الشمعة التي تضيء الطريق للقادة من بعده، حيث يبقى الإنجاز المستمر منذ إعلان توحيد المملكة نقلات نوعية أحالت أرض الملكة إلى خلية عمل حقيقية تزخر بالنشاط، حيث اهتم القادة الكرام بالعنصر البشري باعتبار أن الإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها في ذات الوقت، فانتشرت الخدمات التعليمية والصحية والاقتصادية والترفيهية، وارتبطت المملكة داخلياً وخارجياً بشبكة حديثة من الاتصالات. فهذا هو اليوم الوطني، يوم مشرق الصفحات وضاء المعالم، ففيه تتجدد الذكرى التاريخية ونحن نسير على نهج المؤسس الأول الذي جمع الأمة ووحدها والذي قال فيه الشاعر أحمد الغزاوي: عبد العزيز وطئت هامات العلا وبك استطالت يعرب ونزار ومضيت من شرق الجزيرة هازئا بالأقوياء ولم يهلك ضمار فإذا الشمال مع الجنوب وغربها دعم لمجدك والحدود بحار أما خير الدين الزركلي فقد عدد المزايا الشخصية التي