إرادة التمدن ضداً على.. «إدارة التوحش»
التاريخ
2009-09-15التاريخ الهجرى
14300925المؤلف
الخلاصة
إرادة التمدن ضداً على.. «إدارة التوحش» محمود عبدالغني صباغ تُمثل الدراسة التنظيرية التي صودرت من أضابير الفعاليات الإرهابية التي تم القبض على مجموعات من كوادرها أخيراً، وتصدّرت قائمة الاهتمام الدولي؛ أعني كتاب (إدارة التوحش:).. تُمثل أفجع شاهدٍ على تقهقر عقل الحركات الدينية المُسيّسة، وعلى نكسة الوجدان الذي بات يعصف بأذهانها ويحكم مفاهيمها وتصوّراتها!ولا يبرر صاحب (إدارة التوحش) للعنف نظرياً فحسب، بل إنه يؤسس لنسق تخريبي هائل متفلت من أي ضابط، يؤصل لاستباحة كل المُحرمات ودكّ كافة المسلمّات في سبيل تغيير الأنظمة السياسية بالقوة. فـ»إدارة التوحش هي المرحلة القادمة التي ستمر بها الأمة، وتُعد أخطر مرحلة فإذا نجحنا في إدارة هذا التوحش ستكون تلك المرحلة.. هي المعبر لدولة الإسلام المنتظرة منذ سقوط الخلافة». ويعني تصوّر «إدارة التوحش»، في حقيقته إقامة بؤر وجيوب انفصالية، تدار بطريقة المليشيات العسكرية، لخدمة أهداف وتصورات التنظيم الإرهابي العالمي المدفوعة، حتماً، برغبات التمكين والسيطرة والصعود إلى الحكم. مثالها الفصائل الجهادية الأفغانية التي أفضت إلى صعود طالبان، وجماعة أبوسياف، والفصائل الإسلامية في الصومال، وحركات الجهاد الجزائري. على أن النموذج المثالي على الإطلاق هو نموذج دولة طالبان، مقابل الحالات الخديجة، التي لم تصل بعد إلى ذروة الفوضى الداخلية، ولا تزال «في مرحلة ما قبل إدارة التوحش.. أو مرحلة شوكة النكاية والإنهاك؛ وهي مرحلة تسبق في العادة مرحلة إدارة التوحش». إن فعاليات التنظيم المقبوض على دفعاتها مؤخراً، بما فيها تلك التي اخترقت الجدار الأمني الكثيف مع عملية الاغتيال الغادرة، تتنزل في خط ما أسماه المؤلف مرحلة «شوكة النكاية والإنهاك» – أي مرحلة إحداث الفوضى الداخلية، بكل ما يترتب عليها من إخلال بأنصبة التوازنات السياسية والاجتماعية وإحداث الفجوات الجيوستراتيجية. ولا تغرّنك بهرجة الشعارات الثورية التي تُرفع في وجه القوى الاستعمارية من إمبريالية وصهيونية، فهي وإن كانت تدغدغ المشاعر المكبوتة، فإنها من صنيع السمّ المغطى بالعسل، فلا تُحرر شبرا واقعا تحت نيّر الاحتلال بقدر ما تعمل كمطية للأطماع التوسعيّة، حين تقوم بدور حصان طروادة، الذي يقوّض النسيج من الداخل. منها ما يجري من استثمار لكافة المكونات العقائدية وإثارة للأحقاد التاريخية، أو كما يقول صاحب الدراسة،....
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
502925النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
3273المؤلف
محمود عبدالغني الصباغتاريخ النشر
20090915الدول - الاماكن
السعوديةالصومال
الرياض - السعودية
مقديشو - الصومال