أول طبيبة تزرع رحماً بالمملكة وفاء فقيه : المجتمع ينقصه الوعي الطبي.. وزراعة الرحم مازلت أدرسها

Abstract

الاثنين, 19 يناير 2009فاطمة آل عمرو - جدةأكدت استشارية أمراض النساء والولادة والأستاذ المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة وفاء فقيه أن المناهج الدراسية العلمية تحتاج إلى تجديد، مقترحة تخصيص مادة طبية في المرحلة الثانوية ليكون الطالب مرشدا لنفسه. وقالت في حوارها مع “المدينة”: ان المجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع السعودي بشكل خاص يحتاج إلى برامج توعوية مكثفة وثقافة طبية وصحية كبيرة،زراعة الرحم* كاستشارية أمراض نساء وتوليد ماهي المخاطر المحتملة في زراعة الرحم؟- دائماً نقول أن عملية زراعة الرحم ليست لعضو مهم يؤثر في حياة الإنسان، فحتى إن لم تنجح العملية فلن يعرض الطبيب حياة مريضه للخطر ابداً، لكن المشكلة الوحيدة هي أن يُعطى للمريض أدوية خاصة بتعديل المناعة لزراعة الأعضاء.. وعن نفسي لم أجرِ عمليات زراعة رحم في حياتي غير مرة واحدة دون أن أكرر المحاولة، على الرغم أن ما أجريته من بحث آنذاك تم نشره في المجلة العالمية لأمراض النساء والولادة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو في حد ذاته نجاح للطبيبة السعودية.* قلتِ في حوار سابق لكِ أن هناك مراكز مهتمة بهذه العمليات، هل تقصدين انها لم تحظَ بنفس الاهتمام في المملكة، ولماذا؟- بغض النظر عن المؤيدين والمعارضين فأنا كطبيبة من واجبي الحفاظ على سلامة المريض ولا أزال أتابع وابحث عن الموضوع وسبق أن تم نشر بحث عن زراعة الرحم في كتاب لجامعة ايطالية عام 2007م وهو كتاب خاص عن زراعة الأعضاء ولله الحمد لي اتصالات مع جامعات عالمية بهذا الخصوص للبحث والدراسة، وكما قلت سابقاً ان الطبيب لابد ان يكون على معرفة بآخر ماتوصل إليه العلم.* هناك مسؤولون عارضوا فكرة هذه العملية وقلتِ انهم لايزالون يقفون بنفس الموقف، هل معنى ذلك ان العملية مرفوضة تماماً في الوقت الحالي؟بالنسبة لهذه العملية هناك من تقبلها وهناك من لم يتقبلها، أما القائمون وولاة الأمر كانوا مشجعين وقد نلت ولله الحمد أكثر من شهادة تكريم من وزير التعليم العالي ومن جامعة الملك عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، فكان التأييد أكثر بكثير ولازلت أتابع في دراسة هذه العملية وأطمح بالكثير. فشل العملية* هل معنى ذلك أن فشل العملية التي أجريتِها قبل ثماني سنوات له أثره إلى اليوم؟- أنا لا أعدها فشل وإنما كان هناك نجاح جزئي في زراعة الرحم لان المريضة جاءتها دورة شهرية وبالنسبة لنا كأطباء لم يكن هناك نجاح كامل والذي كنا نطمح به لان المريضة لم تنجح، ولكن كون الرحم قام بوظيفة جزئية من المطلوب منه هذا يعكس نجاحا جزئيا ولا يتوقع أي شخص من أول مرة تطبق في العالم على البشر يحدث حمل لأول مرة.أخطاء ومضاعفات* هل هناك نظام يحمي المريض من قيام أشخاص غير مؤهلين بالتلاعب بأجسادهم؟- لابد ان نميز ما بين الأخطاء الطبية والمضاعفات، وهي موجودة في كل بلد في العالم والأخطاء الطبية هي التي يتم بها محاسبة ومحاكمة، وبرأيي ان أول خطوة للحماية من الأخطاء الطبية هي التمهيد للمريض وهو المفروض ان يكون خط الدفاع الأول لنفسه، ويستوجب الرقابة الطبية ولا ننكر ان الرقابة لابد منها ليعرف المريض ما له وما عليه، فهناك مرضى على وعي طبي جيد وقبل ان يرى الطبيب يكون على دراية بمرضه ويقرأ عنها من خلال الانترنت وعن العلاج بالجراحة ومخاطرها ويكون بشكل دائم دون ان يشكو بألم.معنى ذلك ان المريض يحتاج إلى بروشورات طبية توزع عليه قبل إجراء أي عملية ليعرف مضاعفاتها دون قلق؟نعم وهذا مهم جداً بالنسبة للمريض والطبيب والمفروض ان تؤمِّن المستشفى وتوفر له بروشورات خاصة للتوعية او الاستشارة الطبية قبل دخول المريض إلى العملية وان لايعتمد على إدارة المستشفى او الدكتور بالذات في حال وجد ضغطا في العمل، ووزارة الصحة لابد ان توفر هذه البروشورات خصوصاً التي تحتاج إلى جراحة وعلاج وأمراض مزمنة كمريض السكر لابد ان يعرف عن حالته ولابد ان يكون لديه الرغبة في البحث ليعرف كل شيء عن المرض ومستجداته، لذلك نطمح إلى التغيير وزيادة الوعي الصحي إلى ان يصل إلى الدرجة المرجوة.