إستراتيجيتنا شاملة.. ووحدتنا راسخة

Abstract

إستراتيجيتنا شاملة.. ووحدتنا راسخة لم تكن المهمة التي أوكلتها الأقدار للقائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- بالمهمة السهلة، كونها تضمنت أهدافًا إستراتيجية متعددة، فقد كان هنالك العثمانيون في الشرق، وكانت هنالك كيانات ثلاثة متفرقة في الشمال والغرب والجنوب، وهو ما تطلب منه لتحقيق مشروعه الوحدوي الكبير، إنهاء النفوذ العثماني شرقًا ثم توحيده مع سائر الكيانات الأخرى، وحيث تحقق هذا الإنجاز الضخم في غضون ثلاثة عقود خاض خلالها عشرات المعارك التي تكللت جميعها بالنصر. لكن تلك المهمة لم تنته بإعلان الكيان، فقد كان على المؤسس العظيم أن يضع أيضًا أسس إستراتيجية عقدية وعسكرية وأمنية شاملة من أجل صيانة وطن مترامي المساحة والأطراف، يحتضن بين جنباته أقدس بقاع الأرض، ويشرف على مسطحين مائيين إستراتيجيين، إلى جانب ثروته النفطية العظيمة. وهو ما تحقق بعون الله وتوفيقه أولاً، ثم بجهده ومن بعده أبنائه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد -يرحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وذلك من خلال الالتزام بالأسس العقدية في الحكم الذي أساسه القرآن والسنة، والالتزام بأسس الإستراتيجية السعودية في المجالين الأمني والدفاعي بدءًا من تمتين الوحدة الوطنية التي بناها أبناء هذا الوطن بتلاحمهم بين بعضهم البعض، وبينهم وبين القيادة -هذه الوحدة التي تعتبر خط الدفاع الأول عن تراب الوطن- وصولاً إلى العمل بشكل متواصل لتطوير قواتنا المسلحة والحرص على تقدمها ونموها في إمكاناتها البشرية والمادية في كل فروعها بحرية وبرية وجوية. هذه الاستراتيجية الشاملة، عبرت عن نفسها خير تعبير بكلمة سمو وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في تفقده أمس الأول لمجموعة الدفاع الجوي الخامسة في المنطقة الشرقية، والقوات البحرية بمدينة الجبيل، وغير ذلك من المنشآت والمشاريع العسكرية التي دشنها سموه خلال الجولة، لتثبت من جديد أن المملكة كيان راسخ، عصي على الطامعين والحاقدين، طالما ظلت تتمسك بالقرآن والسنة دستورًا، وبوحدتها الوطنية درعًا، وبكلمة التوحيد والسف راية، وبتلاحم الشعب والقيادة نموذجًا في العلاقة بين الحاكم والرعية.