طباعة المصحف الشريف

Abstract

لقد كان من مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «يرحمه الله» أن تكفل بإنشاء مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وكان الهدف من ذلك أن يحظى كتاب الله الذي يضمّ بن دفتيه الوحي الذي أنزله الله على عبده محمد «صلى الله عليه وسلم» في داري مبعثه وهجرته مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد استطاع هذا المجمع أن ينتج ملايين النسخ من كتاب الله العزيز بأحجام وأشكال وخطوط مختلفة لتكون في متناول كل قارئ في أبناء الأمة الإسلامية، وقد دأبت الحكومة الرشيدة على إهداء كميات من تلك الطبعات المميّزة تقدّر بالملايين إلى الدول الإسلامية في شتى بقاع الأرض ويتجدّد هذا الإهداء باستمرار في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحفظه الله، علاوة على تزويد المساجد والجوامع داخل المملكة العربية السعودية بكميات كبيرة من تلك النسخ المتميزة طباعة وشكلاً، وكنت أظن أن تلك النسخ متوافرة خارج المساجد لتكون في متناول كل مواطن يحرص على تلاوة الذكر الحكيم، إلا أنني فوجئت بوجود بعض النسخ في بعض المكتبات التجارية ومحلات بيع القرطاسية معروضة للبيع، وبأسعار مبالغ فيها، بينما المفروض أن يقدّم مجاناً لكل مواطن والا يعرض مع مصاحف مطبوعة طباعة تجارية كأنه سلعة منافسة خاضعة للعرض والطلب. وبما أن هذا مشروع خيري أراد به مؤسسه «يرحمه الله» التقرب إلى الله «سبحانه وتعالى» بهذا العمل الجليل فيجب أن يكون في متناول كل راغب في قراءة القرآن وتدارسه وتكرار النظر فيه دون مقابل، وأن تكون تلك الكميات متاحة للتوزيع في المكتبات العامة (الحكومية) والأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة، ومكاتب توعية الجاليات والجمعيات الخيرية كجزء هام من أجزاء التغذية الروحية لأبناء المسلمين وشيوخهم ومن ضمنهم المواطنون الذين تطلعوا لهذا المشروع الحيوي بكل إكبار واهتمام أن نسخ هذا الكتاب العزيز هي خير هدية تقدّم للمسلم الراغب في حفظ كلام الله وتدارسه مع إخوانه من جماعات وأفراد، ولذلك لابد من توافر النسخ المطبوعة في كل عام لتكون في متناول القراء دون عناء أو مشقة ودون أن يتكلف بدفع مبالغ وكأنه اشترى تلك الهداية المهداة من رب العالمين. اللهم اجعل بكل حرف من حروف هذا الكتاب المنزّل من رب العالمين صدقة وبكل آية من آياته صدقة، وبكل صفحة من صفحاته صدقات متعددة بتعدّد الطبعات وبمرور الأيام والليالي في جميع الأوقات صدقات جعل الله ثوابها لمن أمر بها ولمن سعى فيها وعمل على استمرار وصولها إلى أيدي القراء وطلبة العلم في جميع أنحاء المعمورة ولوالديهم ووالدي والديهم ولنا، فأنت أرحم الراحمين. Abdulla-alshubat@hotmail.com