بناء من أجل البقاء

Abstract

بناء من أجل البقاءلن يكون الغد مثل اليوم، ولن يكون المستقبل البعيد مثل الغد، لقد أصبحنا على عالم تتغير فيه المدخلات وتتنوع فيه المخرجات، وأصبح التطوير والتغيير والحرص على أحدث العلوم ليس فقط سبب تميز بعض الشعوب -ولن يكون ذلك فقط- بل أصبح سر بقائها، ما أقصده بالتحديد أنّ الدول التي تعمل على استحداث علومها ومعارفها وتستطيع أن تغيّر وتطور هذه العلوم والمعارف هي الدول التي تعمل على البقاء، فالعلم لا يتوقف وحركة التغيير والتطوير تسير دوماً نحو البناء من أجل البقاء.. البقاء في المقدمة.. البقاء في مواطن القوة المتعددة، ولن يكون ذلك دون جيلٍ محمل بثقافة المنافسة العلمية، جيل يسعى إلى رفعة وطنه، يأخذ بناصية العلوم، ويطوعها، ويستخرج منها كل مقومات القوة والبقاء، أعني دوماً شبابنا الذي يحمل مشاعل الأمل والنور، المزود بالمعارف والمهارات العملية، ولهذا كانت وسوف تظل رؤيتنا للسنة التحضيرية. ما من شك أنّ كلياتنا المختلفة تقدم من العلوم والمعارف بما يؤهل الطالب لنيل درجة علمية في تخصصه الدقيق، ولكني أرى أنّ الفرصة التي تتاح لطالب السنة التحضيرية عظيمة في اكتساب المهارات العملية التى تؤهله لاحتراف الإبداع والابتكار في المستقبل، ولكي تكون الأمور أكثر وضوحاً، أؤكد أنّ ما نهتم به في السنة التحضيرية ليست فقط المعارف التي اكتسبها الطلبة في نهاية دراستهم، بل ما هي المهارات العملية التي يستطيعون القيام بها للمساهمة في البناء والتقدم، لقد فرضت الحياة التنافسية في المجال العلمي والعملي وسوق العمل نمطاً جديداً يجب الاعتراف به والعمل وفق رؤيته، إنها المهارة العملية والقدرة على التواصل الإيجابي، والعمل الخلاق، هذا النمط الذي يفرضه، الواقع والذي يتطلب اعداد جيل جديد مزود بالمهارات المتعددة، حتى يواكب جديد الحياة، فكم من أصحاب المؤهلات العليا يبحثون عن عمل، ويخشون دوماً تركه أو أن يتركهم هو، وكم ايضاً من أصحاب المهارات العملية من يبحث عنهم أصحاب العمل ويجتهدون في تقديم المميزات الوظيفية التي تجعل هؤلاء المبدعين يتمسكون بالعمل في هذة الشركة أو المؤسسة. التنافس بين الشركات والمؤسسات والدول قائم على مهارة الانسان وقدراته الابداعية والابتكارية والتي كانت ولا تزال تعتمد على ما يمتلكه من مهارات عملية. لذا فنحن في الجامعة نعول كثيراً على جودة مخرجات السنة التحضيرية، ونعمل دوماً على تحسين المدخلات من....