العالم والطاقة المتجددة
الخلاصة
العالم والطاقة المتجددةد. ناصر العريفييقام هذه الأيام مؤتمر عالمي كونجرس حول الطاقة المتجددة يعقد كل خمس سنوات ينظمه الاتحاد الدولي للطاقة الأرضية الحرارية. عُقد المؤتمر مرتين قبل ذلك في عامي 2000م بكيوشو باليابان و2005م بتركيا، ويقام حالياً بجزيرة بالي بأندونيسيا ويحضره أكثر من ثلاثة آلاف متخصص في هذا المجال، إضافة إلى مشاركة العديد من شركات النفط التي حولت نشاطها أو جزءاً منه إلى الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة. يضم هذا التجمع الضخم كذلك عدداً من الدول الصناعية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين وعدداً من دول أوروبا. حضر التجمع العديد من رؤساء الدول ووزراء الطاقة بالإضافة إلى بعض الشخصيات المرموقة في التخصص وكذلك الأمم المتحدة. ولقد كان حضور العلماء السعوديين المختصين في هذا النوع من مصادر الطاقة هذا المؤتمر ملحوظاً ومتميزاً، وكان لجامعة الملك سعود الحظ الأكبر من المشاركة، وهو ما يعد مفخرة نعتز بها كسعوديين. يركز المؤتمر على نوع واحد من الطاقة المتجددة وهي الطاقة الأرضية الحرارية، وهو ما يتقاطع ويتزامن مع الأمر الملكي السامي بإنشاء مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطاقة النووية والمتجددة. ويمثل أحد إفرازات هذا التوجه الرشيد استغلال الطاقة الأرضية الحرارية التي تزخر وتتميز بها بلادنا حفظها الله. فيوجد قدر هائل من الطاقة الحرارية الأرضية متوفر بالقرب من سطح الأرض في العديد من مناطق المملكة وخاصة في الأجزاء الجنوبية الغربية منها. وهي مصدر طاقة بديل ونظيف ومتجدد. وتنشأ هذه الطاقة من مخزون في ماغما الصهارة في باطن الأرض والذي يقترب من سطح الأرض في بعض الأماكن ذات التراكيب الجيولوجية المعينة ومن ثم يسهل تقييم أماكن تواجد هذه الصهارة وكيفية الاستفادة منها. ويُقدر بأن حوالي 90 % من كتلة الكرة الأرضية عبارة عن صخور تتجاوز حرارتها الألف درجة مئوية. ويستفاد من هذه الطاقة الحرارية بشكل أساسي في توليد الكهرباء وتحليه المياه وفي التدفئة والاستشفاء عندما تظهر على صورة ينابيع حارة. وبخصوص تكلفة الكيلووات المستخرج من مصادر طاقة مختلفة نجد أن الكيلووات المستخرج من الوقود الحيوي يكلف 5- 15 سنت أمريكي، ويكلف الكيلوات المستخرج عن طريق طاقة الرياح 5- 13 سنت أمريكي، والكيلوات المستخرج من الطاقة الشمسية الألواح الشمسية 25- 125 سنت، والكيلوات المستخرج من الطاقة الشمسية طاقة التسخين 12- 18 سنت، والكيلووات المستخرج عن طريق الطاقة الصادرة من الأمواج البحرية 8- 15 سنت، بينما يكلف الكيلووات المستخرج عن طريق الطاقة الحرارية الأرضية أقل من هذه جميعا حيث يكلف حوالي 2- 10 سنت أمريكي. لقد تم نشر هذه الإحصائيات في المؤتمر، وهي إحصائيات حديثة تتعلق بعام 2010. أثار لديّ حضور هذا المؤتمر والاطلاع على هذه الإحصائيات بعض الأفكار والتساؤلات: أولاً: لاحظتُ إحاطة قيادتنا الرشيدة بما يدور حولنا في العالم، واستجابتها السريعة والمدروسة لما يخدم مصلحة هذه البلاد بإصدار الأمر السامي بإنشاء مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطاقة الذرية والمتجددة؛ وهو ما يفرض علينا تساؤلاً كمختصين: هل سنكون على قدر الاهتمام نفسه بارتياد آفاق جديدة من البحث والتحليل في هذا المجال وسبر أغواره؟ وهل سنصل لدرجة تقر بها أعين مليكنا المفدى؟؟ ثانياً: أيسلندا - الدولة الجليدية - يعد المصدر الأساسي للطاقة فيها الطاقة الحرارية الأرضية، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة من الأمل في تحقيق بلادنا الغنية بهذا النوع من الطاقة لأعلى معدلات الإنتاج العالمية منها؛ وهو ما سيقلل لحد كبير من استزاف جزء كبير من البترول في توليد الكهرباء وتحلية المياه وتوجيهه لاستثمارات أكثر ربحية. ثالثاً: التوجه الرشيد السامي لهذا النوع من الطاقة يتوافق مع اختيار البديل الأقل تكلفة لانخفاض تكلفة سعر الكيلو وات المستخرج منها عمّا عداه؛ وهو ما يعد تفكيراً اقتصادياً رشيداً. رابعاً: وأختم بسؤال كبير وهام: هل ستهتم الأقسام المعنية في الجامعات السعودية بالاستثمار في هذا المجال عن طريق استقطاب الخبرات المتميزة في هذا المجال من العلماء العرب؟ ومتى سنرى إحدى الجامعات السعودية المرموقة تستضيف مثل هذا التجمع العالمي؟؟؟
الرابط
العالم والطاقة المتجددةالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
590722النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
15285تاريخ النشر
20100430الدول - الاماكن
السعوديةالولايات المتحدة
الرياض - السعودية
واشنطن - الولايات المتحدة