حرية التعبير .. شخصانية الفكرة وصراع الرموز
التاريخ
2006-09-02التاريخ الهجرى
14270809المؤلف
الخلاصة
حرية التعبير ..شخصانية الفكرة وصراع الرموز عبدالرحمن الحبيب* تنبثق أهمية حرية الكلمة كحق إنساني نادت به الأديان والمناهج الفكرية منذ القدم. ونحن في مرحلتنا هذه أحوج ما نكون لرفع سقف حرية التعبير وحرية الكلمة، لأن في ذلك منافع عديدة للدولة والمجتمع السعوديين. وأهم تلك المنافع هو تقوية الجبهة الداخلية وضمان الاستقرار الاجتماعي. فأفضل مواجهة للتطرف تكمن في إعطاء الفرصة لكافة أطياف وطوائف المجتمع السعودي للتعبير عن نفسها وهمومها وتطلعاتها، لأن عدم إتاحة الفرصة لبعض الأفكار بالظهور العلني قد يضطرها للعمل السري الذي بدوره يساعد على الانعزالية والتشدد وإقصاء الآخر؛ فتكون حرية التعبير وإشاعة أجواء الحوار كفيلة بنزع فتيل هذا التطرف، ومثال ذلك ما أدركه خادم الحرمين الشريفين حين أنشأ مركزاً للحوار الوطني، الذي شاركت فيه كافة أطياف المجتمع السعودي، فمن الحوار ينبثق النور ويدرك كل طرف هموم ورغبات الآخر عبر وسيلة حضارية سلمية وراقية. كما أن حرية التعبير وحرية الخبر تتيحان لأصحاب القرار فرصة معرفة مشاغل الناس وقضاياهم عن قرب.. وهما تتيحان أيضاً فرصة تنوع الخيارات لدى أصحاب القرار، فتسنح لهم فرصة انتقاء أفضل الخيارات المتنوعة المطروحة. وأخيراً فإن رفع سقف حرية التعبير تفوت الفرصة على خصوم هذه البلاد بوصفها بالاستبداد. وتتميز مرحلتنا الراهنة في المجتمع الثقافي السعودي بهامش أكبر في حرية التعبير والحوار مقارنة بالمرحلة السابقة قبل بضع سنين. ومن المظاهر التي يمكن ملاحظتها هذه الأيام هو احتدام الصراع الفكري والثقافي بين بعض التيارات الفكرية، وهذه نتيجة طبيعية وصحية لممارسة حرية التعبير.. إلا أن ما يلاحظ أيضاً - حسب تقديري - هو عدم نضج كثير من تلك الممارسات في صراع الأفكار، خاصة بين تيارين أساسيين، أصطلح على تسميتهما العديد من المصطلحات: الأول، إسلامي (صحوي، سلفي، محافظ..) والآخر، لبرالي (تنويري، حداثي.. ).. وربما نعزو عدم النضج هذا إلى بداية تعلمنا فن الحوار المفتوح وحرية التعبير، فكأي بداية يتوقع أن تحدث الكثير من الأخطاء، لكن من المهم أن نتلافى تضخم هذه الأخطاء لكي لا تتحول إلى تحويل منافع حرية التعبير إلى مضار.. يتأتى عدم النضج، الذي أشرت إليه، من ملاحظتين رئيسيتين على هذا الحوار أو الصراع الفكري. الأولى، تتمثل في أن جزءاً كبيرا من هذا الحوار يكون شخصانياً، حيث يتهم كل طرف الطرف....
المصدر-الناشر
صحيفة الوطنرقم التسجيلة
591037النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
2164المؤلف
عبد الرحمن الحبيبتاريخ النشر
20060902الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية