قرارات داخلية شجاعة ومبادرة تتخطى عوائق المصالحة
Date
2009-02-20xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300225Author
Abstract
الجمعة, 20 فبراير 2009حسن ناصر الظاهريلقي التشكيل الوزاري الجديد المحدود الذى أجراه خادم الحرمين الشريفين صدى واسعاً يحتل مساحة كبيرة في مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية ، فالتبديل والتعيين الذي تم في أجزاء مفصلية معينة ، كان مواكباً للطموحات التي ينظر إليها الملك عبدالله في عهده الذي اتسم بالإصلاح ، وبالإغداق على الوطن والمواطن ، من خلال الزيادات التي طرأت على دخل الفرد ، وأيضاً من خلال ما رُصد من مبالغ للقطاعات التعليمية والاجتماعية . ولعلنا نسميه إصلاحاً داخلياً حرص عليه خادم الحرمين الشريفين ، طال المستوى الثقافي والحضاري ، ويعبر عن الخصوصية الحضارية للمجتمع السعودي ، ومتوافقاً مع التوجه الرئيسي لثقافته ، ويُحمل الأجهزة ذات العلاقة هذه الأدوار والعبء الأساسي فيها.وإذا كان من المسلَّم به أنَ الصانع الأول للسياسة الداخلية والخارجية في هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين ، فإن الصحيح أيضاً أن على كل وزير ومسؤول، ليس تنفيذ السياسات التي يضعها خادم الحرمين فحسب ، وإنما المبادرة بالفعل والحركة في المسائل الأخرى التي قد لا تحتل بالضرورة المكانة الأولى في انشغالات صانع القرار . وقد أصبح من الواضح أن سياسة «اللامركزية» هي طبيعة الدَور الذي تنتهجه المملكة ، فالتوسع في زيادة التنظيم التي تمت منذ بداية عهد الملك عبدالله ، وكذلك (الحدث الكبير ) الذي تم ، ووصفه الجميع بأنه (إصلاح ) ، يشير إلى أن التوجه كان نحو تدعيم الإدارة المختلفة ، وزيادة دورها وفاعليتها .وهناك جانب آخر يجب أن لا نغفل عنه ، فالإصلاح في عهد الملك عبدالله ، لم يقف عند حدود الداخل ، فقد رأى بحصافته وحنكته وخبرته السياسية أن من المتوجب عليه أن يجمع الشتات العربي حيال قضاياهم ،فبزغ أملٌ جديدٌ في إنجاز تقدم حقيقي في عملية السلام العربية ، بعد طرحه مبادرته التي تحولت فيما بعد إلى (مبادرة السلام العربية) ، ونالت قبولاً لدى كل الأطراف ، وهي في مجملها كان المطلوب فيها من إسرائيل يتعدى بكثير مجرد الاتفاق على جزئية هنا وجزئية هناك ، وإنما هو حسم التوجه نحو السلام ، أي السلام الحقيقي والشامل الذي يحقق الأمن لجميع الأطراف ويراعي طموحات وكبرياء كل الشعوب ، ولا يعني هذا سوى خيار (الأرض مقابل السلام) .وحينما اكتشف الملك عبدالله افتقاد الثقة بالآخر العربي ، وشخصنة الخلافات ، مما يخلق صعوبة في تقييد النزاع أو الخلاف ، ومنع انتشاره أفقياً ، سارع إلى كسر الطوق عن طريق مبادرة المصالحة التي تمت في الكويت ، ورأى ضرورة تشكيل نهج جديد للعلاقات العربية العربية ، لاسيما وأنه نشأ عن ذلك التباعد اختراق خارجي للنظام العربي، وهو يعمل الآن بكل جهده، وبمكانته، في بناء سد منيع ، يكفل صعوبة اختراق الجسد العربي، وإفشال كل محاولات هدم الصف العربي . ونحن على يقين بأن التعديلات الوزارية كان هدفها مضاعفة الإصلاح الداخلي ، وضخ دماء جديدة في شريان هذه المسيرة التي بدأت خطواتها الأولى في طريق بناء الفرد السعودي ، وتنقله إلى عالمه الجديد ، ليواكب قفزات التقدم الحضاري والعلمي الذي حددت الدولة له المسار . halharby@yahoo.com
Publisher
صحيفة المدينةVideo Number
592309Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
16739Topics
السعودية - الاحوال السياسيةالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - تراجم