الواقع بين الظواهر والأسباب

Abstract

الواقع بين الظواهر والأسبابعلي حسن الشاطرحرص المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على أمن واستقرار ووحدة اليمن نابع من أولويات اهتمامها بأوضاع المنطقة بشكل عام.. وأوضاع اليمن بشكل خاص، ومن قناعتها بأن أمن اليمن من أمن المملكة في كل الظروف والأحوال.. وأن الاهتمام بأمن اليمن واستقراره ووحدته لا يمكن ان يتم بمعزل عن أهمية استقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولهذا كان الإعلان الأخير بتعهد المملكة تقديم ثلاثة مليارات ومائتين وخمسين مليون دولار دعماً لليمن في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد في الرياض يوم 23 مايو الماضي والذي يضاف إلى ماسبق وان قدمته المملكة من دعم سخي منذ بداية الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن، تجسيداً لصوابية موقف خادم الحرمين الشريفين وقناعته بأن اليمن لا يمكن ان يستعيد عافيته ويتجاوز أزماته وما تخلفه من تداعيات سلبية إلاّ بعودة الاستقرار السياسي وتعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته، وهو الاستقرار الذي يرتبط ارتباطاً مباشراً بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والعمل على إنعاش الاقتصاد اليمني بالاعتماد على دعم الأشقاء والأصدقاء ليتمكن في الظروف العاصفة من مواجهة كافة التحديات وعلى وجه الخصوص التحديات الأمنية والفقر والبطالة وتفشي ظاهرة الإرهاب والعنف ومحاولة تنظيم القاعدة توسيع رقعته ليشمل عدداً من المحافظات والمناطق التي يجد التنظيم فيها مرتعاً خصباً وسهلاً لممارسة نشاطاته الإرهابية، مستغلاً حالة البؤس والحرمان التي يعيشها الناس وشح الموارد والإمكانيات لدى الدولة وعجزها عن تحقيق حالة من الاستقرار المعيشي المناسب، وإحداث حالة تنموية شاملة ومتسارعة في ظل زيادة معدلات النمو السكاني، وبقاء قطاع واسع من السكان -وعلى الأخص الشباب- ضمن دائرة الفقر والبطالة وخارج قنوات الازدهار وفرص العمل اللائقة والكافية بأعدادها لاستيعاب مئات الآلاف من مخرجات التعليم بمراحله وتنوعه سنوياً، وعدم امتلاك الدولة للموارد والإمكانيات والدعم الكافي مما جعلها غير قادرة على مجابهة تحديات الواقع وتطوير بنيتها الاقتصادية وقاعدتها الإنتاجية سواءً ريعياً أو إنتاجياً (صناعي، زراعي، سمكي) هذه وغيرها من العوامل والمعضلات الاقتصادية المزمنة أغرقت اليمن في حالة من الفقر والبطالة المتناميتين، وولدت بيئة استثنائية مشجعة للتطرف والغلو وجعلها....