آل سعود ومقومات الأمة العظيمة
Date
17-1-2010xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14310202Author
Abstract
بعد أن من الله على هذه البلاد بنعمة التوحيد عام 1932م على يد المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمه الله-، باني ومؤسس الدولة السعودية الحديثة، دخلت الدولة مرحلة جديدة، وهي مرحلة البناء. بدأ الملك عبدالعزيز (معزي) بتوطيد الأمن من خلال أمراء المناطق الذين عينهم جلالته، حيث تعد أهم وأول خطوة اتخذها -رحمه الله- لأن الأمن نعمة من نعم الله عز وجل، ومن بعده تأتي الخطوات التالية. يٌذكر أن عامل (البرقية) كان يريد أن ينصب خيمته بعيداً عن الملك عبدالعزيز في إحدى رحلات القنص، ولكن الملك رفض وأخبره بأنه لا ينام إلا على صوت الجهاز (البرقية). كانت لفتة ذكاء وحرص من لدن جلالته لعلمه بأن الأمن إحدى الركائز الأساسية لدعم وتثبيت الحكم وبناء الدولة، لذلك كان حريصا على برقيات الأمراء التي تصل إليه، لأنه لا يخلد إلى فراشه حتى يقرأ جميع برقياتهم، والتي كان معظمها (لم يحصل خلال الـ24 ساعة ما يوجب رفعه لجلالتكم). لم تقف عجلة التقدم عند هذا الحد بل استمر على هذا النهج أبناء الملك عبدالعزيز الذين حكموا هذه البلاد من بعده، وهذا ملاحظ من خلال حرصهم على أمن المواطنين والمقيمين الذين يعيشون في أرجاء المملكة، وخدمتهم لضيوف الحرمين الشريفين وحرصهم الشديد على خدمة الحجيج الذين يأتون من كل فج عميق، ويصل عددهم إلى خمسة ملايين حاج يقفون بالبيت العتيق، حيث شهدت توسعة الحرمين الشريفين في العهد السعودي الزاهر أكبر توسعة في التاريخ. يقول لويس ألكسندر أوليفييه دوكورانسيز في كتابه تاريخ الوهَّابيين منذ النشأة وحتى تاريخ 1809م، والذي رافق البعثة العلمية لحملة بونابرت إلى مصر في عام 1798، ثم أصبح قنصلاً عاماً لفرنسا في حلب، وعضواً في الأكاديمية الفرنسية L’Academie Francaise في وصفه لأسرة آل سعود: (يبدو أنه مُقَدَّرٌ لهؤلاء العرب أن يؤدوا دوراً عظيماً في مجريات التاريخ، وإذا تحقق لهم ذلك؛ فإنه من الأهمية بمكان التعريف بهم، ولاسيما أن مقومات الأمة العظيمة موجودة في بدايتها). الله الموفق.