مكرمة تمديد بدل الغلاء

Abstract

حسن ناصر الظاهري لم تجانب الحقيقة تلك الصحيفة التي حملت صفحتها الأولى استهلالًا يتضمن (هموم المواطنين لا تغيب عن وجدان خادم الحرمين حتى في رحلة العلاج).. ولعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قد ترك وجدانه في هذا الوطن لدى شعبه المحب والمخلص له، وفضَّل -أدام الله عليه نعمة الصحة- أن يداوي هموم شعبه قبل أن يغادر هذه الأرض الطاهرة طالبًا العلاج لنفسه، فكان قرار تمديده (بدل الغلاء) الذي كان يُصرف لموظفي الدولة والمقدر بـ 15% بمثابة البلسم لأبنائه الذين كانوا يتطلعون إلى ذلك التمديد، بالنظر لعدم زوال العوامل التي أدت إلى تلك الزيادة. وذلك يؤكِّد حرص خادم الحرمين الشريفين على توفير سبل العيش الرغد لمواطنيه، والتخفيف من شبح الغلاء الذي يطاردهم ويُعكر عليهم صفو حياتهم.كان تمديد أو إلغاء هذا البدل حديث المجالس خلال الشهرين الماضيين، فالقرار السابق كان يحدد مدة هذا البدل، لكن واقع الحال يفرض تمديد تلك الزيادة بالنظر إلى أن مؤشر أسعار السلع الغذائية لا يزال في تصاعد مستمر، والتاريخ يحفظ للتجار عدم تراجعهم خطوة واحدة للوراء طوال حياتهم، فمسألة استنزاف جيوب المواطنين قضية لا تعنيهم من قريب أو من بعيد، وهم لا يفكرون إلا في الكيفية التي يتم من خلالها بناء إمبراطورياتهم التجارية.ولأن القيادة الحكيمة تُدرك هذه المسائل جيدًا فإنها سارعت إلى تبديد تلك الحيرة التي أرَّقت مضاجع مواطنيها بإصدار هذا القرار الذي ترك أصداء إيجابية لدى الشعب وأشعل قناديل الفرح في نفوسهم.إنني أجزم بأنه لا يوجد هناك حل لمشكلة ارتفاع الأسعار التي ترتفع من أسبوع لأسبوع وليس عاما بعد عام، فالأعذار لدى المستوردين جاهزة، وقناعات وزارة التجارة بها هي أيضًا جاهزة.. والمأمول من لجان الصياغة الفنية في مجلس الوزراء المبادرة إلى طرح مقترح بإضافة (بدل الغلاء) إلى رواتب الموظفين لتنضم إلى أساس الراتب، فالمعاناة لا تقتصر على المواد الاستهلاكية الضرورية، ولكنها تتعداها إلى أمور أخرى أصبحت تعد من الضروريات، ففواتير استهلاك الماء والكهرباء والهاتف أصبحت تقضي على نصف الدخل، والمستقبل لا يُبشِّر بزوال الغلاء، بل يُؤكِّده ويُحذِّر من تبعاته.كل الآمال مُعلَّقة على خادم الحرمين الشريفين -الذي حمل معه قلوب أبناء شعبه في رحلته الاستشفائية- في مواصلة عطائه، وكرمه، وإغداقه على شعبه كما هي عادته، في ضم ذلك البدل ليصبح أساسيًا، حفظه الله وأعاده إلينا سالمًا معافى.